درعا: المستلزمات المدرسية عبء على أكتاف المواطنين
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
تشهد محافظة درعا خلال التحضيرات لانطلاق العام الدراسي الجديد ارتفاعاً كبيراً في أسعار المستلزمات المدرسية الأمر الذي بات يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الأسر في ظل التدهور الاقتصادي المستمر في البلاد.
وتتراوح الزيادات بين مختلف الأدوات المدرسية الأساسية، كدفاتر الكتابة والحقائب والأقلام، في وقت يعاني فيه المواطنون من تراجع القدرة الشرائية، وفي ظل غياب واضح للرقابة على الأسعار.
وفي التفاصيل، قال مراسل تجمع أحرار حوران إن الأسواق تشهد ركوداً واضحاً وحركة شبه معدومة في معظم مدن وبلدات المحافظة على الرغم من اقتراب بداية العام الدراسي الجديد مطلع الأسبوع المقبل، وذلك نتيجة ارتفاع الأسعار.
وأوضح المراسل أن هناك صعوبات كبيرة على العائلات من ذوي الدخل المحدود كالعمال والموظفين، وخصوصاً التي تحتوي على أكثر من طالب، في تأمين الأموال اللازمة لشراء المستلزمات.
أسعار حارقة، والمواطن لاحول ولا قوة!
يتراوح سعر الحقيبة المدرسية الواحدة في أسواق محافظة درعا بين 300 ألف ليرة سورية و 500 ألف ليرة، أي يعادل ما يتقاضاه الموظف الحكومي لقاء شهر كامل من العمل.
فيما يبلغ سعر الملابس المدرسية الرسمية للمرحلتين الثانوية والإعدادية 400 ألف ليرة سورية، و 125 ألف ليرة للمرحلة الابتدائية، في حين تتراوح أسعار الدفاتر المدرسية بين 7 آلاف ليرة و10 آلاف ليرة وذلك على حسب حجمه.
وقدّر خبير اقتصادي في حديثه لتجمع أحرار حوران إن الطالب الواحد بحاجة إلى مبلغ مالي يتراوح بين مليون ليرة سورية والمليون ونصف من أجل شراء كافة المستلزمات المدرسية، مشيراً أن الكثير من العائلات لاحول لها ولا قوة فهي غير قادرة على دفع هذا المبلغ.
وأوضح أن ارتفاع الأسعار له تأثيراً مباشراً وعميقاً على الأسر وخصوصاً في المجتمعات التي تعاني ظروفاً اقتصادية هشة مثل محافظات الجنوب السوري، ما سيشكل ضغطاً إضافياً على ميزانيات تلك الأسر والتي غالباً ما تكون محدودة وتعتمد على دخل غير كاف لتلبية احتياجاتها.
وأضاف أن هذا الارتفاع في الأسعار وضرورة تأمين المستلزمات للطلاب سيدفع الأسر إلى تقليص الإنفاق على مواد أخرى ضرورية مثل الغذاء والرعاية الصحية، ما يؤدي إلى تراجع مستوى معيشتها.
حملات تبرعات لمساعدة الطلاب
كثرت مؤخراً حملات التبرعات التي يطلقها ناشطون ومؤثرون في مدن وبلدات محافظة درعا من أجل تأمين بعض المستلزمات المدرسية لعدد من الطلاب الذين ينحدرون من العائلات الأشد فقراً أو ممن فقدوا معيلهم كالأيتام وأبناء المعتقلين.
تهدف معظم الحملات إلى شراء حقائب مدرسية تحتوي على قرطاسية معينة، استهدفت معظمها طلاب المرحلة الابتدائية، وذلك من أجل ضمان دخول الأطفال أو عودتهم إلى مقاعد الدراسة، وعدم تسربهم منها نتيجة الفقر، وذلك بحسب ناشط من المحافظة.
وعلى سبيل المثال، أطلق شاب من مدينة جاسم شمالي درعا حملة إنسانية تدعى حملة “ساهم” محاولة منه لدعم قطاع التعليم في المرحلة الأساسية، وتضمنت الحملة دعم 200 طالب من 150 عائلة بقرطاسية تبلغ قيمتها 200 ألف ليرة سورية.
ويعرب الكثير من أرباب الأسر عن مخاوفهم من تأثير الأزمة الاقتصادية وعدم قدرتهم على تأمين احتياجات أبنائهم، إلى دخولهم في حالات نفسية قد تفضي في النهاية إلى عزوفهم عن التعليم.