أخبارتقارير

الابتزاز والعنف يلاحقان السوريين في ليبيا

الصمت الدولي يعمق معاناة المهاجرين السوريين في ليبيا

تجمع أحرار حوران – عماد البصيري

لا تزال ليبيا تغرق في فوضى أمنية متفاقمة، مع انتشار المليشيات المسلحة التي تستغل الانفلات الأمني لتحقيق مكاسب مادية.

وسط هذه الفوضى، تتزايد عمليات الخطف التي تستهدف المهاجرين، وخاصة السوريين، الذين يقعون ضحايا لهذه المجموعات.

شهادات مؤلمة من المهاجرين
سمير الملان، اسم مستعار لشاب سوري، كشف لتجمع أحرار حوران” عن تجربته المروعة مع الاختطاف بعد وصوله إلى أوروبا في تموز الماضي، وخلال محاولته مغادرة ليبيا إلى إيطاليا، تعرض للاختطاف في مدينة الزوارة على يد مجموعة مسلحة تُعرف بـ”كتيبة عائشة”، ومقرها في الزاوية.

أُجبر الملان، مع مجموعة من المهاجرين السوريين والمصريين، على الانتقال إلى غرف محصنة ومغطاة بألواح حديدية، وتم إبلاغهم بأنهم “مخطوفون” وعليهم دفع فدية قدرها 4,000 دولار أمريكي لكل شخص، بحسب حديثه لتجمع أحرار حوران.

وأضاف أنهم تعرضوا للتجويع والعطش خلال خمسة أيام من الاحتجاز، مع تهديدات ببيعهم لتجار الأعضاء البشرية.

في الليل، سمع سمير أصوات بكاء أطفال من غرفة مجاورة، ليكتشف لاحقًا أنهم أيضًا محتجزون من قبل “كتيبة عائشة”.

وأشار سمير إلى استخدام الخاطفين سيارات فاخرة، منها BMW M760، لنقل المخطوفين من منطقة إلى أخرى.

واقع مروع لمهاجرين بلا حماية
هذه الشهادات تكشف جانبًا من سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون السوريون في ليبيا، الذين هربوا من ظروف قاسية في سوريا بسبب ملاحقات النظام السوري والوضع الاقتصادي المتردي.

تستغل المليشيات المسلحة في ليبيا، خاصة على الساحل الغربي، الفوضى الأمنية لشن عمليات خطف وابتزاز شبه يومية بحق السوريين وغيرهم من المهاجرين، ساعية لتحقيق مكاسب مادية.

وتضيف هذه الشهادات المأساوية بعدًا جديدًا لمعاناة السوريين، الذين تحولوا مرة أخرى إلى ضحايا للابتزاز والعنف في بلد كان يُفترض أن يكون مجرد محطة عبور نحو حياة أكثر أمانًا.

وفي ظل الصمت الدولي، يظل المهاجرون تحت رحمة المليشيات المسلحة التي تستغل ضعفهم لتحقيق مكاسبها الخاصة.

معاناة السوريين في ليبيا مستمرة، في ظل غياب الحلول الأمنية والسياسية، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل هؤلاء المهاجرين وسبل حمايتهم وضمان حقوقهم في بلد يمزقه الصراع والفوضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى