أخبارتقارير

مأساة جديدة: غرق قارب مهاجرين سوريين قرب السواحل الإيطالية

تجمع أحرار حوران – عدنان العبدالله

غرق قارب يحمل 28 مهاجراً، معظمهم سوريون، بالقرب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، بعد انطلاقه من مدينة صبراتة الليبية في الأول من أيلول الجاري. القارب الذي كان في طريقه إلى السواحل الإيطالية تعرض لأمواج عاتية تسببت في غرق معظم الركاب.

محمد (اسم مستعار)، أحد الناجين من الحادثة، روى لـ “تجمع أحرار حوران” تفاصيل الرحلة المروعة “كانت الرحلة مرعبة منذ البداية، بعد 24 ساعة من الإبحار، ضربتنا موجة عالية فقد معها القارب توازنه، وغرق ستة مهاجرين كانوا في المقدمة، كما فقدنا جهاز الاتصال بالأقمار الصناعية، مما قطع كل وسائل الاتصال بالعالم الخارجي”.

وأضاف محمد “في اليوم الثاني، ضربتنا موجة أخرى، ففقدنا ستة مهاجرين آخرين، الرعب كان مسيطراً على الجميع مع ارتفاع الأمواج. في اليوم الثالث، جاءت موجة ثالثة وغرق تسعة مهاجرين إضافيين، بقينا في البحر حتى اليوم الرابع، حيث التقطتنا طائرة تابعة لخفر السواحل الإيطالي، وتم إنقاذ سبعة أشخاص فقط من أصل 28 مهاجراً بينهم ثلاثة أطفال”.

وصف محمد تلك الأيام بأنها “أهوال القيامة”، قائلاً “رأينا الناس يغرقون أمام أعيننا دون أن نستطيع مساعدتهم” وأشار إلى أن الجوع والعطش كانا أقل وطأة مقارنة بالرعب الذي عاشوه.

من جهتها، قالت البحرية الإيطالية إن المهاجرين كانوا على متن قارب صغير على بعد حوالي 15 كيلومتراً من ساحل الجزيرة الإيطالية عندما انقلب القارب وغرق بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج.

وأعلن خفر السواحل الإيطالي، مساء الأربعاء 4 أيلول 2024، أنه أنقذ سبعة مهاجرين، جميعهم سوريون، قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا في جنوب إيطاليا.

مهرب ليبي يتسبب في غرق القارب

أكد مصدر خاص لـ”تجمع أحرار حوران” أن المسؤول عن تنظيم الرحلة هو مهرب ليبي يُدعى أحمد الدباشي، المعروف بـ”العمّو”. قام الدباشي بإرسال القارب في ظروف غير آمنة للإبحار، ما أدى إلى غرق المهاجرين تدريجياً بفعل الأمواج العاتية.

المهرّب الليبي “أحمد الدباشي” الملقب بـ “العمّو”

وأشار المصدر إلى أن الدباشي يعمل بالتنسيق مع مناديب سوريين، من بينهم: عمار أبو أحمد، أبو محمد أسفار، عمر الحلبي، وأبو تالا السوري. هؤلاء الأفراد متورطون في تسليم مئات المهاجرين إلى خفر السواحل الليبي، حيث يتم احتجازهم في سجون غير رسمية وتعرضهم لانتهاكات جسيمة بهدف ابتزازهم لدفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم.

“العمّو” متورط في العديد من جرائم التهريب والانتهاكات

الدباشي المعروف بدوره في تهريب المهاجرين، مسؤول عن العديد من العمليات التي انتهت بغرق قوارب وفقدان مئات الأرواح.

وفقاً لمصادر، يقوم “الدباشي” بتحميل القوارب بأعداد كبيرة تتجاوز طاقتها، مما يعرض الركاب للخطر.

رغم الحوادث المأساوية، لا يزال “العمّو” يواصل نشاطه في إرسال قوارب محفوفة بالمخاطر، مستغلاً يأس المهاجرين الذين يحلمون بالوصول إلى أوروبا.

المهرّب الليبي “أحمد الدباشي” الملقب بـ “العمّو”

أهالي المفقودين بين الحزن والأمل

ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بصور وأسماء المفقودين في حادثة الغرق، حيث تراوح تفاعل الأهالي بين الحداد على فقدان أبنائهم وبين التشبث بالأمل في العثور على ناجين.

هذه المأساة أثارت حالة من الصدمة بين السوريين، سواء في الداخل أو في دول اللجوء، حيث انتشرت أخبار المفقودين بشكل واسع وسط دعوات بالرحمة للضحايا والصبر لعائلاتهم، وأمل مستمر في العثور على المزيد من الناجين.

يعد البحر الأبيض المتوسط أحد أكثر الطرق وخطورة بالنسبة للمهاجرين من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ووفقاً للأمم المتحدة، دخل نحو 115 ألف مهاجر إلى أوروبا منذ بداية العام الحالي، وصل أكثر من 107 آلاف منهم عن طريق البحر. وعبر أكثر من 212 ألف مهاجر الحدود إلى أوروبا العام الماضي، معظمهم محطتهم الأولى كانت في إيطاليا.

ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فقد توفي أو فقد 3105 مهاجرين العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى