أخبارتقاريرتقارير ميدانية

في درعا لا أمان للنظام.. هجوم جديد يستهدف دورية شرقي المحافظة

تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني

استهدف مجهولون، صباح اليوم الاثنين، دورية مشتركة لقوات النظام بعبوة ناسفة على الطريق الواصل بين بلدتي المسيفرة والغارية الشرقية في ريف درعا الشرقي، دون تسجيل إصابات بشرية، وفق ما أفاد به مراسل “تجمع أحرار حوران”.

يأتي هذا الاستهداف في ظل تصاعد الهجمات التي تستهدف قوات النظام في مناطق متفرقة من درعا، حيث يشهد الجنوب السوري توترًا أمنيًا ملحوظًا يتمثل بارتفاع وتيرة الاعتقالات التي تنفذها حواجز النظام العسكرية في ريف درعا.

وتفرض قوات النظام السوري حصاراً على بلدة زاكية بريف دمشق لإرغامها على القبول بشروط التسوية الجديدة المطروحة. وقد دفع هذا الحصار مجموعات محلية مسلحة في محافظة درعا إلى التهديد بالتصعيد في حال اقتحام البلدة الواقعة بالقرب من قرى درعا الشمالية الغربية، واعتبرت الحصار بمثابة “إعلان حرب على درعا”.

في ظل هذه الأوضاع، أصدرت عدة مجموعات محلية ومنها “ثوار جاسم” و”ثوار نوى” و”القوى الثورية في ريف درعا” دعمهم لأهالي زاكية وهددوا باستهداف المقار العسكرية التابعة للنظام إذا تم تنفيذ أي هجوم. إذ تعززت المخاوف من عملية عسكرية وشيكة بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة.

ويزيد هذا التوتر الأمني حملات الاعتقالات التي تنفذها قوات النظام في بعض المناطق بالجنوب السوري آخرها كانت في عدة قرى بريف القنيطرة الجنوبي فجر يوم أمس الأحد، إذ اعتقلت قوات النظام عددا من الأشخاص ضمن هذه الحملة دون الكشف عن أسباب واضحة وراءها.

ووفقًا لمكتب توثيق الانتهاكات في “تجمع أحرار حوران”، شهد شهر آب/أغسطس الماضي اعتقال 17 شخصًا بينهم سيدة في محافظة درعا، أُفرج عن سبعة منهم لاحقًا. يعكس هذا الاستمرار في حملات الاعتقال والتضييق على المدنيين مدى التوتر الذي يعصف بالجنوب السوري.

اقرأ أيضًا.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر آب/أغسطس 2024

هذه الحادثة ليست الأولى في سلسلة الهجمات التي تستهدف قوات النظام في المنطقة، إذ شهد يوم الأربعاء الفائت 4 أيلول٬ حادثة مماثلة عندما استهدف مجهولون موكب محافظ درعا ومسؤولين آخرين، على الطريق الواصل بين قرية علما وبلدة خربة غزالة بريف درعا الشرقي، ما أسفر عن وقوع إصابات طفيفة في صفوف العناصر الأمنية المرافقة للموكب.

استهداف موكب محافظ درعا، لؤي خريطة، برفقة أمين فرع “حزب البعث” في درعا، حسين الرفاعي، وقائد شرطة المحافظة، جاء عقب افتتاحهم قسم العمليات في مشفى مدينة الحراك، حيث تعرض موكبهم لانفجار عبوة ناسفة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين عناصر الموكب والمهاجمين المجهولين.

رغم عدم تسجيل إصابات بين المسؤولين المستهدفين، إلا أن “تجمع أحرار حوران” أكد وقوع ست إصابات طفيفة بين عناصر الحراسة المرافقة للموكب جراء تطاير زجاج السيارات نتيجة الانفجار.

على إثر الحادثة، شوهدت تعزيزات عسكرية لقوات النظام وهي تتجه نحو موقع التفجير، وسط انتشار أمني مكثف على طول الأوتوستراد الدولي، كما تم نصب عدة حواجز طيارة في مختلف أنحاء المدينة، خاصة بالقرب من المستشفيات الخاصة.

المصادر المحلية أفادت بسماع أصوات إطلاق نار عشوائي في محيط بلدة خربة غزالة بعد الانفجار، تزامنًا مع استمرار الاشتباكات بشكل متقطع في المنطقة المحيطة بموقع الحادث.

اقرأ أيضًا.. استنفار أمني في درعا بعد استهداف موكب المحافظ

وسبق لمحافظ درعا أن تعرض لمحاولات استهداف مماثلة ضمن سياق حوادث الاستنزاف للنظام، مما يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه النظام ومسؤوليه في المحافظة.

وتعيد هذه الحادثة للأذهان الهجوم الذي تعرض له موكب المحافظ في تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما استهدفت عبوة ناسفة موكبه على أوتوستراد دمشق – درعا بالقرب من بلدة محجة، ما أسفر عن إصابة أحد مرافقيه بجروح.

تتكرر الاستهدافات التي تطال قوات النظام ومسؤوليه في درعا بشكل مستمر، مما يجعل هذه المحافظة ثقبًا أسودًا للنظام السوري، ويؤدي إلى استنزاف مستمر لعناصره وضباطه ومسؤوليه وحتى من يتعامل معه ويعزز من حالة التوتر الأمني التي تعيشها المنطقة منذ سيطرته عليها عام 2018.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى