تقارير

تحديات كبيرة تواجه الأسرة في درعا مع بدء العام الدراسي

تجمع أحرار حوران – عدنان عبد الله

تجد أم محمد وهي أم لسبعة أطفال وبلا معيل مع بداية العام الدراسي الجديد، نفسها في موقف صعب، حيث الاتفاقية التي أدت إلى سيطرة النظام السوري على درعا بدعم من روسيا، جلبت معها تحديات كثيرة لأهالي المنطقة، خاصة أولئك الذين فقدوا معيلهم.

أم محمد تواجه ضغوط الحياة اليومية في ظل ظروف اقتصادية قاسية، حيث توقفت المنظمات الإنسانية منذ عام 2018 عن تقديم المساعدات التي كانت تساهم في التخفيف من معاناة الأسر معدومة الدخل، ومع بداية العام الدراسي، تعجز أم محمد عن توفير المستلزمات الأساسية لأطفالها الخمسة الذين ما زالوا في المدارس، منهم من في المرحلة الابتدائية ومنهم في الإعدادية. الدفاتر، الأقلام، الملابس المدرسية، والحقائب، كلها أصبحت عبءاً إضافياً لا يمكنها تحمله.

تقول أم محمد في حديثها لتجمع أحرار حوران “حتى الآن لم أستطع شراء القرطاسية أو أي من الاحتياجات المدرسية لأطفالي، الأسعار مرتفعة جداً، ولا أملك ما يكفي لتغطية هذه النفقات يذهبون للمدرسة دون دفاتر وكتب ننيجة صعوبة وضعنا المعيشي حيث أن دخلنا لا يكفي إلا لتأمين الطعام وبصعوبة “.

ابنها الأكبر، محمد، الذي كان ينبغي أن يكون في المدرسة مع أقرانه، اضطر إلى ترك الدراسة والعمل في محل لتصليح الدراجات النارية، ورغم جهوده الكبيرة، فإن دخله بالكاد يكفي لسد رمق الأسرة من الطعام والشراب، ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.

قصة أم محمد ليست استثناءاً، بل هي واحدة من مئات القصص المشابهة التي تنتشر في محافظة درعا وريفها، العديد من الأسر التي فقدت معيلها خلال الثورة السورية، أو تعاني من الفقر الكبير، تجد نفسها غير قادرة على تلبية احتياجات أبنائها مع بدء العام الدراسي، توقف الدعم الإنساني وانعدام فرص العمل زادا من معاناتهم، ما جعل التعليم عبئاً بدلاً من أن يكون وسيلة لتحسين حياتهم.

في ظل هذه الظروف، يبقى الأطفال الضحية الأكبر، محرومين من أبسط حقوقهم في التعليم، ما يهدد بمستقبل مظلم لجيل كامل من أبناء درعا الذين نشأوا خلال فترة الحرب والفقر.

الأوضاع في درعا تعكس تحديات كبيرة يعيشها الأهالي بعد سنوات من حرب النظام وميليشياته عل درعا، الظروف الاقتصادية الصعبة وغياب الدعم الإنساني جعلت حياة الكثيرين أكثر قسوة، خصوصاً مع بدء العام الدراسي.

الأطفال في درعا، الذين يجب أن يكونوا في المدارس، يواجهون صعوبات في الحصول على التعليم بسبب نقص المستلزمات الضرورية، وهذه الظروف تستدعي تدخلاً سريعاً من المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لمساعدة هذه الأسر وتوفير الاحتياجات الأساسية، حتى لا يبقى جيل كامل محرومًا من حقه في التعليم والحياة الكريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى