أخبارتقارير

عائلات سورية تواجه المجهول بعد عودتها من لبنان!

تجمع أحرار حوران – عدنان العبدالله

مع دخول الأسبوع الثاني من الحرب بين إسرائيل وميليشيا حز.ب الله اللبناني، تشهد مدينة نوى توافد عشرات العائلات السورية العائدة من لبنان.

هذه العائلات تعيش تحت ظروف إنسانية قاهرة بعد أن تركت وراءها كل ما تملكه في لبنان، نتيجة تصاعد القصف والمعارك في المناطق اللبنانية.

وتحدّث مراسل تجمع أحرار حوران مع “محمد الياسمين”(اسم وهمي حفاظًا على سلامته) وهو أحد أبناء مدينة نوى، عن رحلة العودة المحفوفة بالمخاطر التي خاضها مع عائلته.

قال الياسمين “وصلنا إلى مدينة نوى منذ أربعة أيام بعد رحلة مليئة بالخوف، غادرنا قضاء مرجعيون في منطقة النبطية في الجنوب اللبناني تحت القصف الإسرائيلي، ولم نتمكن من أخذ أي شيء من منزلنا الذي كنا نعيش فيه مع عائلتين، كل ما كنا نملكه تركناه خلفنا”.

وأوضح الياسمين أنهم اضطروا للانتظار طويلًا عند الحدود اللبنانية السورية، حيث كان يتعين عليهم تصريف 100 دولار لكل فرد من أجل الدخول إلى سوريا.

وأضاف “لم نكن نملك هذا المبلغ، واضطررنا لاقتراضه من أحد أقاربنا لتصريف 1000 دولار لعائلتنا المؤلفة من 8 أشخاص، بعد أن عبرنا الحدود، تم توقيفنا عند نقطة أمنية وطلب منا مراجعة أحد فروع النظام الأمنية في العاصمة دمشق بعد عشرة أيام، ما زاد من خوفنا من المصير المجهول الذي ينتظرنا”.

وأضاف الياسمين أنهم عندما وصلوا إلى نوى، وجدوا منزلهم الذي تركوه منذ أكثر من 12 عامًا نصفه مدمر وغير صالح للسكن بسبب تعرضه لقصف سابق من قبل قوات النظام، لكنه تعاون مع جيرانه لتنظيف المنزل وترميم ما يمكن ترميمه.

وأردف “استطعنا إصلاح غرفتين من أصل أربعة، لكي نتدبر أمورنا ونستقر بشكل مؤقت حتى نتمكن من إصلاح باقي المنزل في وقت لاحق”.

ورغم مرور أربعة أيام على وصولهم، لم يتلقوا أي مساعدات من قبل النظام السوري، وأشار الياسمين إلى أن المؤسسات الحكومية كانت تقوم بتسجيل بيانات العائدين بشكل دقيق، وتسأل عن أسباب الخروج من السورية والعودة، وعن حياتهم في لبنان وماذا كانوا يعملون، مما أثار الشكوك في نفوس العائدين، خاصة بعد مرور 12 عامًا على خروجهم من سوريا.

بحسب مصادر خاصة لتجمع أحرار حوران فإنّ هناك أكثر من 70 عائلة من نوى قد عادت إلى المدينة منذ بدء الحرب في لبنان، معظم هؤلاء العائدين كانوا يعملون في لبنان بشكل يومي لتأمين قوت يومهم، والآن يعيشون تحت ظروف صعبة في ظل غياب أي دعم من النظام السوري.

ورغم غياب المساعدات الرسمية من مؤسسات النظام، فقد تلقى العائدون مساعدات “فزعة” من الجيران وبعض الأقارب، الذين هبّوا لمساعدتهم في تأمين احتياجاتهم الأساسية حتى تتوفر لهم الظروف المناسبة للعودة إلى العمل، هذه المبادرات التضامنية كانت بمثابة طوق نجاة للعائلات العائدة، التي تركت وراءها كل ما تملكه في لبنان ولم تتمكن من جلب سوى الأوراق الثبوتية التي بحوزتها.

وبحسب موقع “هاشتاغ سوريا” فإنّ 161,201 سوريًا و62,493 لبنانيّاً عبروا الحدود إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي، توزعوا على عدّة مناطق في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى