ارتفاع أسعار مواد التدفئة بدرعا يُضاعف التحديات أمام الأهالي قبيل الشتاء
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
ملخص التقرير:
- ارتفاع حاد في أسعار الحطب يزيد معاناة أهالي درعا
- الحطب يصل إلى 4.5 مليون ليرة للطن في ظل أزمة التدفئة
- القطع الجائر للأشجار وتدهور الليرة يفاقمان أزمة التدفئة
- الحكومة تضاعف أسعار المازوت المدعوم وسط تفاقم الأزمة
- المازوت في السوق السوداء يصل إلى 20 ألف ليرة للتر الواحد
- المواطنون يلجأون لحرق الملابس القديمة والبلاستيك للتدفئة
- دعوات للمغتربين لدعم العائلات الفقيرة وسط أزمة الشتاء
- 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر في ظل انهيار اقتصادي
ارتفعت أسعار الحطب الذي يستخدمه الأهالي للتدفئة في محافظة درعا بشكل كبير مقارنة مع العام الفائت، الأمر الذي يضاف إلى سلسلة التحديات التي تواجه العائلات الفقيرة.
وبلغ سعر الطن الواحد من الحطب 4.5 مليون ليرة سورية، في حين كان يتراوح سعره العام الفائت بين 2 مليون ليرة و2.5 مليون ليرة، أي أن الارتفاع قفز للضعف تقريباً.
وحول أسباب الارتفاع أوضح أحد تجار الحطب في المحافظة إن حطب السنديان وهو الأكثر استخداماً هذا العام، يأتي معظمه من خارج المحافظة، لذلك يتحكم التجار هناك برفع أسعارها وإضافة أجور نقلها إلى المحافظة والأتوات المالية التي يتم دفعها لحواجز النظام.
كما يساهم انهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وضعف قدرتها الشرائية، على ارتفاع أسعار مواد التدفئة، وذلك بحسب المصدر.
وأوضح أن القطع الجائر للأحراش، وأشجار الزيتون خلال الأعوام الفائتة، وعدم زرع أشجار أخرى مكانها أو تعذر نموها، أدى إلى نقص كبير في المادة ما ساهم أيضاً بارتفاع أسعارها.
الحكومة تزيد الأزمة، وترفع أسعار المازوت
لم يقتصر الارتفاع فقط على الحطب، حيث رفعت حكومة النظام أسعار المازوت الحكومي بمقدار الضعف للتر الواحد، قابله ارتفاع كبير بأسعار المادة في السوق السوداء.
وأعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام مطلع تشرين الأول الجاري عن رفع سعر الليتر الواحد من المازوت المدعوم للتدفئة إلى 5 آلاف ليرة سورية، في حين كانت تبيعه بألفي ليرة.
وفي المقابل بلغ سعر الليتر الواحد من المازوت في السوق السوداء 20 ألف ليرة سورية، وكان يتراوح العام الفائت بين 11 و 13 ألف ليرة سورية.
وتوزع حكومة النظام المازوت للعائلات بالسعر المدعوم، بكمية تبلغ 50 ليتراً للعائلة الواحدة، وهي لاتكفي العائلة لمدة شهر واحد في الأيام شديدة البرودة.
ووصل سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء إلى أكثر من 350 ألف ليرة سورية.
المواطنون عاجزون
قال “أحمد العلي” وهو عامل مياومة من درعا، أن التحديات التي تواجهنا خلال هذه الفترة العصيبة والتي بدأت تظهر بشكل واضح منذ سيطرة قوات النظام على المحافظة منتصف عام 2018، لا تزال تتفاقم.
وأوضح أنه لن يستطيع شراء كميات كبيرة من مادة الحطب، على غرار عدم قدرته على صناعة المؤونة السنوية، وسيقوم بشرائها بالتقسيط، إلى جانب الـ 50 ليتر التي سيشتريها من حكومة النظام، وذلك كونه ليس لديه أطفال، حيث يبلغ متوسط الأجور الشهرية نحو 20 دولاراً أمريكياً.
ومن جانبه، قال عامل آخر، أنه سيكتفي بحرق الملابس والأحذية البالية والمواد البلاستيكية التي قام وأبناؤه بجمعها من جوانب الطرقات خلال فصل الصيف، حيث سيقوم بإشعالها في أيام البرد القارص، وذلك نتيجة عدم قدرته على تأمين وسائل أخرى للتدفئة، كونه لا يعمل حالياً نتيجة عدم وجود فرص عمل وانتشار البطالة.
ودعا في حديثه المغتربين ورؤوس الأموال إلى إطلاق مبادرات لإرسال الأموال من أجل شراء مواد التدفئة ودعم العائلات الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة أما هذه الأزمة الاقتصادية التي تعصف في المنطقة، في ظل تقاعس الحكومة عن مساعدتها.
ويعيش عدد كبير من العائلات في المحافظة تحت خط الفقر، وبحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى فإن نحو 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.