80 محتجزاً سورياً في ليبيا يواجهون معاملة سيئة وتهم كيدية
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
اعتقلت السلطات الليبية عشرات السوريين أثناء مشاركتهم في مسيرة احتفالية فرحًا بسقوط نظام بشار الأسد في مدينة بنغازي الليبية، موجهة لهم تهمًا تتعلق بدعم الإرهاب، منذ نحو 12 يومًا.
وقال مصدر مقرّب من أحد المحتجزين في ليبيا لتجمع أحرار حوران إن عناصر يتبعون لـ “خليفة حفتر” ضمن مناطق سيطرته في بنغازي احتجزوا أكثر من 80 شخص من أبناء محافظة درعا، جنوبي سوريا، وطالبوا ذويهم بدفع مبلغًا ماليًا قدره 4000 دولار أمريكي مقابل الإفراج عن الشخص الواحد.
وأضاف المصدر أن السلطات الليبية وجهت تهمًا كيدية للشبان المحتجزين، بسبب مشاركتهم بالاحتفال الأخير بسقوط الأسد، موضحًا أن جميع المحتجزين مدنيين لا يرتبطون بأي جهة عسكرية، ويعملون في مجال البناء والنجارة.
وأشار المصدر إلى أن السلطات في ليبيا شنت حملة واسعة بحثاً عن سوريين معارضين للنظام السوري المخلوع، وكل من يمت للثورة السورية بصلة، وقامت باعتقال العشرات منهم، وسط معاملة سيئة وتوجيه إهانات خلال عملية الاحتجاز.
وفي ذات السياق، اشتكى العديد من أهالي المحتجزين من المعاملة السيئة التي يواجهونها أبنائهم في ليبيا، وناشدوا عبر “تجمع أحرار حوران” الحكومة السورية الجديدة بالتدخل السريع لإطلاق سراح أبنائهم المحتجزين في بنغازي الليبية.
من جانبها ناشدت سيدة من محافظة درعا الحكومة السورية الجديدة والمنظمات الحقوقية التحرك لإطلاق سراح ابنها، خالد أحمد عيد الصلخدي، المعتقل في ليبيا منذ 12 يومًا.
وظهرت السيدة في شريط مصوّر موضحةً أنّ ابنها سافر قبل أكثر من عامين ونصف للعمل في ليبيا عبر مطار دمشق الدولي، اعتقل بعد مشاركته في مسيرة احتفالية فرحًا بسقوط نظام بشار الأسد، ووجهت السلطات الليبية له ولعدد من الشبان الآخرين تهمًا تتعلق بدعم الإرهاب.
وذكرت السيدة في مناشدتها أن ابنها خرج مع مجموعة من الشباب السوريين، بينهم ابن عمه أنس الصلخدي، للتعبير عن فرحتهم في الشوارع، إلا أن أخبارهم انقطعت بعد ذلك.
وتفاجأت العائلات لاحقًا بأن السلطات الليبية اعتقلت الشبان ووجهت لهم اتهامات خطيرة.
وطالبت السيدة الحكومة السورية الجديدة والمنظمات الدولية بالتدخل للإفراج عنهم، مؤكدة أنهم سافروا إلى ليبيا لتأمين قوت يومهم فقط.
ويواجه السوريون في ليبيا تحديات ومخاطر جسيمة، أبرزها عمليات الاختطاف والاحتجاز التعسفي والابتزاز، خاصة لأولئك الذين يحاولون الهروب عبر طرق الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.
وعلى الرغم من الانقسام السياسي بين حكومتين متنافستين في ليبيا، يعاني السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين من ظروف غير إنسانية، تزيد من معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية.
- الحكومة المؤقتة في بنغازي (شرق ليبيا): تحظى بدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، المعروف بولائه لنظام بشار الأسد المخلوع، وبدعم دول مثل روسيا والإمارات.
- حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس (غرب ليبيا): معترف بها دوليًا وتعارض نظام الأسد، وتحظى بدعم تركيا التي تتخذ مواقف واضحة ضد النظام السوري.
يُعقّد الانقسام السياسي في ليبيا أوضاع السوريين، إذ يختلف التعامل معهم تبعًا لمناطق النفوذ والقوى المسيطرة. وفي ظل هذه الظروف، يتحمل السوريون العواقب السياسية للنزاع الليبي، إلى جانب الأعباء الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.