بيان صحفي | مؤسسة تجمع أحرار حوران
3 كانون الثاني 2025
إنّ المقابر الجماعية تعتبر شاهداً حياً على الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها نظام الأسد المخلوع على مدى أربعة عشر عاماً، ويُعد العبث بهذه المواقع أو محاولة الوصول إليها من قبل أي طرف دون إذن أو إشراف قانوني أمراً يهدد بإتلاف الأدلة وعرقلة جهود تحقيق العدالة.
ويؤكد مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران من خلال هذا البيان على أهمية حماية المقابر الجماعية المكتشفة، ومنع أي جهة، بما في ذلك المدنيين، من الاقتراب منها أو العبث بها، لضمان الحفاظ على الأدلة التي توثق جرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري.
ومن هذا المنطلق، فإننا ندعو إلى ضرورة اعتبار المقابر الجماعية مواقع حساسة ومحمية بموجب القوانين الدولية، ومنع الاقتراب منها إلا تحت إشراف فرق تحقيق مختصة، ونطالب المجتمعات المحلية والجهات الفاعلة بحماية هذه المواقع من أي اعتداء أو تخريب، والإبلاغ عن أي محاولات مشبوهة للعبث بها.
ونناشد المدنيين في المناطق المحيطة بالمقابر الجماعية في محافظة درعا الامتناع عن الاقتراب من هذه المواقع أو محاولة نبشها، لما لذلك من تأثير سلبي على جهود التوثيق والتحقيق، ونؤكد أهمية انتظار وصول المنظمات الدولية المختصة، المزودة بالإمكانيات اللازمة، بما في ذلك القدرة على أخذ عينات الحمض النووي (DNA) لضمان توثيق هذه الجرائم وفق المعايير الدولية.
إذ أننا ندعو الحكومة السورية الجديدة إلى التعاون مع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP) والاستفادة من خبراتها التقنية والقانونية في مجال التعامل مع قضايا المفقودين والمقابر الجماعية.
إنّ التعاون مع اللجنة الدولية يمثل خطوة حيوية نحو كشف مصير الآلاف من المفقودين وضمان توثيق الأدلة الجنائية بشكل دقيق، بما يسهم في تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وعائلاتهم وفق المعايير الدولية.
كما ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى ضرورة السرعة في إرسال فرق تحقيق دولية محايدة ومختصة لحماية المواقع التي تحوي مقابر جماعية وتوثيقها وفق المعايير القانونية الدولية، وتعزيز الجهود لتسليط الضوء على هذه القضية والعمل على إبقائها في صدارة الأجندة الدولية لحقوق الإنسان.
وأخيراً، يؤكد مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران التزامه الكامل بمواصلة توثيق هذه الجرائم والعمل على ضمان تحقيق العدالة للشهداء وللشعب السوري بأسره.
