نقابة إعلاميي درعا تدين التصريحات الإسرائيلية، ومظاهرات عارمة في درعا

تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
أدانت نقابة إعلاميي درعا اليوم الإثنين 24 شباط، في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم أمس حول مناطق جنوب سوريا.
وجاء في البيان الذي حصل تجمع أحرار حوران على نسخة منه “تدين نقابة إعلاميي درعا بأشد العبارات التصريحات الاستفزازية الأخيرة التي أدلى بها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والاعتداءات المستمرة على سيادة دولتنا، وتعتبر هذه التصريحات تصعيداً خطيراً ومحاولة لزعزعة استقرار وطننا”
وأوضح البيان أن النقابة تدعو جميع الإعلاميين لتحمل مسؤولياتهم ونشر محتوى يكشف جرائم الاحتلال ويعري سياساته العدوانية أمام الرأي العام المحلي والدولي.
كما طالبت الجهات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية سيادة الدولة والرد على هذه التصريحات والاعتداءات.
وحث البيان الأهالي في درعا وفي جميع أنحاء البلاد على المشاركة في التظاهرات السلمية في الميادين والمدن، ليكون صوتهم رسالة قوية وواضحة ضد المحتل، ويقفوا متحدين ضد الظلم والعدوان مؤكدا على الحق في العيش بكرامة وسلام.
البيان جاء رداً على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” خلال حفل لتخريج ضباط إسرائيليين، والذي طالب فيها بنزع السلاح من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وعدم دخول الإدارة السورية الجديدة إليها.
وأشار إلى أنهم لن يسمحوا لهيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالدخول إلى المناطق الواقعة جنوبي العاصمة السورية دمشق.
درعا تشتعل
أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة لدى الأهالي في محافظة درعا، وأكدوا أنها انتهاكاً واضحاً لسيادة ووحدة سوريا، وتدخلاً في شؤونها الداخلية.
وسجل تجمع أحرار حوران اليوم الإثنين في محافظة درعا 13 نقطة تظاهر، للتنديد بهذه التصريحات، والتأكيد على وحدة المصير في جميع الأراضي السورية دون استثناء، ورفض أي مشروع لتقسيمها.
نقاط التظاهر كانت في كل من مدن بصرى الشام، درعا، نوى، إنخل ،جاسم ،الحراك، وداعل، بالإضافة إلى بلدات عتمان، جباب، خربة غزالة، كفر شمس، الكرك الشرقي، ونمر.
في السياق قال الناشط الإعلامي طارق أمين في حديثه للتجمع، أن هذه المظاهرات تشكل جانباً لتوحيد الموقف والتضامن الشعبي، وإيصال رسالة للمجتمع الدولي بالرفض الشعبي للتصريحات الإسرائيلية.
كما أن هذه الاحتجاجات رسالة واضحة بأن أهالي الجنوب السوري يرفضون أي مشاريع خارجية تستهدف أمن واستقرار المنطقة، وأن أي قرارات تتعلق بمستقبل سوريا يجب أن تكون بيد السوريين أنفسهم.
كما اشار إلى أن الاحتجاج يجب ألّا يتوقف على مناطق الجنوب السوري بل يجب أن يشمل كل الأراضي السورية، ليكون وقع المظاهرات أكبر إعلامياً، وتؤثر على مواقف بعض الأطراف الإقليمية والدولية، وتشكل ضغط على الدول المعنية بالمسألة السورية لتمارس دورها بالضغط على إسرائيل بعدم فرض واقع جديد في الجنوب السوري يخدم المصالح الإسرائيلية على حساب السيادة الوطنية.
ويرى “أمين” أن المظاهرات هي أداة ضغط فّالة، لكنها تحتاج إلى دعم حكومي وسياسي وتنظيمي حتى يكون لها تأثير ملموس يتجاوز مجرد التعبير عن الغضب.
الاعتداءات الإسرائيلية تتصاعد!
في اليوم الأول من سقوط نظام الأسد البائد في الثامن من كانون الأول الفائت، أعلنت قوات الاحتلال عن انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 حول الجولان، وأعلنت احتلالها لجبل الشيخ، وشنت عشرات الغارات الجوية على مواقع عسكرية.
ولم تكتفي بذلك، بل أقدمت على القيام بسلسلة من التوغلات داخل الأراضي السورية بشكل يومي في محافظتي درعا والقنيطرة، وخربت عدد كبير من القطع العسكرية، وجرفت عدد من الأراضي الزراعية بالإضافة إلى شق طرقات ترابية جديدة لقواتها العسكرية.
كما سيطرت على مناطق واسعة من وادي اليرموك ومنعت المزارعين فيها من زراعة أراضيهم أو ري محاصيلهم الزراعية، بهدف الضغط عليهم للقبول بالطروحات الإسرائيلية في المنطقة، والقبول بمساعدتها بترميم البنية التحتية وتقديم المساعدات، وكذلك دفعهم للعمل بالمياومة داخل الجولان السوري المحتل، لتنصب نفسها بذلك وصياً على المنطقة وسكانها.
وضيقت أيضاً على رعاة المواشي في محافظتي درعا والقنيطرة ومنعتهم من الاقتراب من الأحراش والأراضي القريبة من الحدود المحتلة وهددت بإطلاق النار عليهم في حال مخالفة التعليمات، وأصيب على إثر ذلك طفل من قرية رويحينة بريف القنيطرة.
ولم يسلم القطاع الطبي من الاعتداءات، ففي الـ 16 من شباط الجاري، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، سيارة تابعة للهلال الأحمر السوري مع طاقهما في قرية الحميدية بريف القنيطرة، أثناء ذهابها لإسعاف أحد المرضى.
ولا يستبعد ناشطون محليون من استمرار هذه الاعتداءات وتصاعدها خلال المرحلة القادمة، ولا سيما بعد التصريحات العدوانية الأخيرة لجيش الاحتلال.