غارات جوية ونزوح مستمر .. هل ينتهي اتفاق الجنوب؟
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
تشهد مدن وبلدات ريف درعا الشرقي المحررة على طول الخطوط الأمامية مع قوات الأسد، حركة نزوح مستمرة منذ أيام، وغارات جوية هي الأولى منذ ثمانية أشهر تقريبًا.
حيث فرّ آلاف المدنيين من منازلهم باتجاه المدن والبلدات القريبة من الشريط الحدودي مع الأردن، وكانت مئات العائلات عادت لمنازلها بعد توقيع اتفاقية “خفض التصعيد” في تموز الماضي.
ومنذ يوم الإثنين الماضي شنّت مقاتلات نظام الأسد الحربية 39 غارة جوية على الريف الشرقي من المحافظة، موقعة ما يقارب 11 جريحًا بينهم أطفال، وفقًا لما قاله أبو حسين شرف، مدير مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران.
خرقت الغارات الجوية الهدوء الذي ساد محافظة درعا عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بوساطة كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن، في تموز الماضي.
وفي الأشهر التي تلت الاتفاق، استغل الآلاف من النازحين انخفاض وتيرة العنف للعودة إلى ديارهم.
إلّا أنّ عودة الضربات الجوية وتحرك فصائل الثوار المحتمل في الجنوب، يمكن لهدوء درعا النسبي أن ينتهي.
واستهدفت الغارات الجوية مدن وبلدات الحراك، الكرك الشرقي، بصر الحرير، اللجاة، الغارية الغربية، الصورة، وعلما إلى جانب قصف مكثف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات الأسد المتمركزة في بلدة خربة غزالة.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران أنّ الغارات الجوية والقصف المدفعي رفع وتيرة نزوح المدنيين باتجاه البلدات الحدودية والبعيدة عن طريق دمشق – عمان.
من جهته، قال رئيس المجلس المحلي في بلدة مليحة العطش، عاصم أحمد الحسن، لتجمع أحرار حوران، أنّ “كل العائلات في البلدة نزحت إلى السهول والبلدات الجنوبية، ويقدر عددها أكثر من 400 عائلة”.
واعتبر الحسن، أنّ “عودة الطيران الحربي لقصف المدن والبلدت دبّ الرعب مجددًا في قلوب الأهالي الذين رمّموا منازلهم وفتحوا محالهم التجارية، كما بدأ الطلاب في ارتياد مدارسهم، قبل أن يتغير كل ذلك خلال الساعات الماضية”.
وقال محمد الحريري، رئيس المجلس المحلي لبلدة علما، لتجمع أحرار حوران، أنّ “قصف البلدة بالطيران الحربي والمدفعية تسبب بدمار الأبينة السكنية، ونزوح 250 عائلة، فيما لاتزال عشرات العائلات النازحة إلى البلدة قبل سنوات متواجدة داخلها لعدم قدرتها المادية على تحمل أعباء النزوح مرة أخرى”.
وناشد الحريري المنظمات الإغاثية بالتدخل لإخراج المدنيين لعدم وجود آليات لنقلهم وسط تخوف من رصد طيران الاستطلاع لحركة النزوح واستهداف النازحين.
ومع ارتفاع وتيرة النزوح أعلنت المجالس المحلية في مدن وبلدات بصرى الشام، صيدا، والطيبة وغيرها بريف درعا الشرقي استعدادها لاستقبال النازحين.
وقال محمد العماري، نائب المجلس المحلي في بلدة الملحية الشرقية، لتجمع أحرار حوران أنّهم استقبلوا 143 عائلة من نازحين بلدات بصر الحرير، مليحة العطش، علما، المجيدل والصورة، إلى جانب 11 عائلة لا تملك أي إثباتات شخصية، و19 عائلة “غير مستقرة حتى اللحظة وسيتم تسجيل بياناتها حينما تنوي الاستقرار لدينا”.
إلّا أنّ العماري أشار إلى أنّ البلدة تعاني من “أزمة حادة في نقص مادة الطحين، وستزداد الأزمة بشكل كبير جدًا بسبب النزوح الكبير للبلدة” موضحًا أنّ أهالي من بلدات مليحة العطش وبصر الحرير قدّموا الخبز للنازحين ريثما يتم حل المشكلة لديهم.
“لا أحد يهتم بنا .. لا نعرف أين نذهب”
أبو محمد، 43 عام، متزوج لديه خمسة أبناء، هرب بهم من بصر الحرير إلى مدينة بصرى الشام خوفًا من الغارات الجوية والقصف “الكثيف”.
عائلة أبو محمد كما مئات العائلات التي فضّلت ألّا تنتظر الموت بـ”صاروخ أو قذيفة أو برميل متفجر” في منزلها، ويقول أبو محمد “عندما غادرت البلدة، كان هناك عائلات قليلة تُعدّ بالأصابع لكنها أيضًا تستعد للرحيل”.
وختم أبو محمد “المشكلة الأكبر التي نواجهها بعد مرور سبع سنوات من الحرب لا أحد يهتم بنا فعليًا، ولا ندري إلى أين نذهب وماذا نفعل، فلا منازل خالية نلجأ إليها، والمخيمات تغصّ بالنازحين الذين يعانون بدورهم من قلة المساعدات”.