منظمة “فاب” الأمريكية تنهي دعمها لمادة الطحين في الجنوب السوري
تجمع أحرار حوران – سيرين الحوراني
بعد خمس سنوات من الدعم لمادة الطحين في الجنوب السوري، أعلنت منظمة “فاب” الداعمة قرارها بتخفيض مادة الطحين المقدم من الشعب الأمريكي، كمنحة للجنوب السوري، في محافظتي درعا و القنيطرة، وهذا ما اعتبره المدنيون قرارًا مجحفًا بحقهم.
وللكشف عن الأسباب، تواصل تجمع أحرار حوران مع عضو من المنظمة، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قائلًا إنّ “القرار ينص على تخفيض كميات الطحين المورد لمحافظة درعا والقنيطرة ابتداء من شهر نيسان القادم وحتى نهاية شهر أيلول، وبانتهائه سيتم إيقاف المنحة بشكل نهائي”.
وأكد المصدر بأنّه “لا يوجد هناك سبب دفع المنظمة لإنهاء المساعدات، بل إنّها في النهاية “منحة” ككل المنح لها موعد محدد، تنتهي بانتهاء العقد”.
وتابع المصدر، إنّ “وتد هي منظمة ناقلة للطحين الذي يتم شراءه من شركة كومينكس في الأردن، وتوزع مجانًا للمجالس المحلية في الجنوب السوري، حيث تبلغ كمية الطحين الموزعة شهريًا في الجنوب 600 طن فلور، و250 طن طحين من القمح القاسي”.
وعند سؤالنا عن البدائل المتاحة، أوضح “لايوجد أي بديل حاليًا يسد العجز الكبير الذي سينتج عن توقف مادة الطحين، ولا يمكن لأي منظمة تغطية العجز الذي سيحصل في مادة الطحين لأن تكلفة الكمية كبيرة جدًا وتحتاج إلى دولة داعمة”.
وكانت المنظمة أرسلت أمس للمستفيدين من برنامج المنحة رسالة مفادها “تود الجهة المانحة لمشروع فاب إبلاغكم أنّه لن يتم تجديد المنحة، حيث من المقرر أن ينتهي المشروع بنهاية 2018، ولتنفيذ ذلك ستقوم فاب بإنقاص الكميات تدريجيًا اعتبارًا من أول شهر نيسان 2018”.
وحاول تجمع أحرار حوران الحصول على تصريح رسمي من منظمة “فاب” إلّا أننا لم نتلقَ ردًا على أسئلتنا.
ومما لا شك فيه فإنّ تبعات هذا القرار سينعكس على الوضع المعيشي في الداخل، من حيث عدم مقدرة المجتمع المحلي على سد احتياجاته، بسبب عدم وجود مصادر كافية من الطحين والمطاحن الموجودة في المناطق المحررة، قادرة على تغطية ما نسبته 15% فقط من الاحتياجات المحلية، كما أنّ أغلب هذه المطاحن هي حجربة قديمة، وبذلك سيصبح سكان الجنوب السوري عرضة لمجاعة كبيرة ستؤدي إلى مضايقات كبيرة، وربما تؤدي إلى حالات نزوح كبيرة.
من جهتهم، ناشد مدنيوا الداخل السوري، الشعب الأمريكي “المانح الرئيسي لمنظمة فاب” للنظر في القرار وتجديد المنحة التي تعود على الشعب السوري بالنفع، والنظر بإنسانية إلى الوضع الذي سيحل بالشعب السوري في حال انقطعت مادة الطحين عنه خاصة وأنّ الكثير من المدنيين لا يستطيعون شراء ربطة الخبز بالسعر الحالي فكيف إذا ارتفع السعر لثلاثة أمثاله.
الجدير بالذكر أنّ تكلفة الطن الواحد من مادة الطحين تصل إلى 3500 ليرة سورية وذلك حسب بعد أو قرب مستودعات التخزين للمجالس المحلية حيث يستهلك الجنوب السوري شهريًا ما يقارب 850 طن من مادة الطحين وبهذا تصل تكلفة الطحين المخصص ما يقارب ثلاثة ملايين شهريًا في الجنوب السوري وحده ويعتبر مبلغ رمزي بالنسبة للأوضاع الراهنة.