نزوح عشرات الآلاف من محافظتي درعا والقنيطرة نحو الحدود وسط صمت من الدول الراعية لـ”خفض التصعيد” !
تجمع أحرار حوران – سيرين الحوراني
يشهد الريف الشرقي والشمالي الغربي من محافظة درعا في جنوب سوريا، حركة نزوح واسعة للمدنيين فاقت الـ 30 ألف نازح إلى المناطق الحدودية، هربًا من القصف المدفعي والصاروخي الذي تشنّه قوات الأسد والمليشيات الإيرانية المساندة لها.
وتُسجل مدن وبلدات درعا الحدودية مع محافظة السويداء ( اللجاة – الحراك – المليحة الشرقية – المليحة الغربية – بصر الحرير – ناحتة ) والتي تقع على خط المواجهة مع قوات الأسد، حركة نزوح واسعة إلى القرى الأقل استهدافًا في عمق الريف الشرقي، والمناطق الحدودية مع المملكة الأردنية الأمر الذي يُنذر بكارثة إنسانية سيئة للغاية.
وأعلنت بعض من المدن و البلدات استعدادها وجاهزيتها لاستقبال المهجرين من القصف، حيث أعلن المجلس المحلي لبلدة أم المياذن عن استعداده الكامل لاستقبال العائلات التي تهجرت وتجهيز مراكز للاستقبال والإقامة للعائلات ووضع كافة الامكانيات المتاحة.
واستقبلت بلدات الجيزة والسهوة والمتاعية وأم المياذن بريف درعا الشرقي، آلاف العائلات التي هجَرت بيوتها و مساكنها بسبب القصف الممنهج والمتواصل.
وشهدت منطقة مثلث الموت في الريف الشمالي الغربي، قصفًا عنيفًا من قبل الميليشيات الإيرانية، أدى إلى نزوح وتهجير مئات العائلات باتجاه مخيمات النزوح في القنيطرة والمناطق الحدودية مع الجولان المحتل.
وتحدّث نسيم الحسين، مدير مخيم عكاشة في محافظة القنيطرة، لـ “تجمع أحرار حوران” عن حركة النزوح التي شهدتها مخيمات القنيطرة “نتيجة القصف الهمجي الذي تعرضت له قرى مثلث الموت، أدت إلى حالة رعب وخوف لدى العائلات مما اضطرها إلى النزوح باتجاه القنيطرة، وقد استقبلناها في المخيمات وتم تأمين سكن لبعض منها بسبب عدم وجود مكان يتسع للجميع وما تبقى منها لا يزال يقيم في العراء”.
وناشد الحسين “المنظمات الإنسانية بالإسراع لمساعدة العائلات النازحة، وتأمين السكن المناسب إلى حين انتهاء الحملة العسكرية على مناطق إقامتها”.
ويناشد المهجرون في القرى المتضررة المجالس المحلية وأصحاب الأيادي البيضاء، لتأمين أماكن للسكن يلجأوا إليها لتقيهم من حرارة الشمس و تحمي أطفالهم.
ويعتبر ناشطون في درعا أنّ تصعيد قوات الأسد والمليشيات الإيرانية المساندة لها، بمثابة انتهاك صارخ لاتفاق “خفض التصعيد” في الجنوب السوري، وسط صمت من الدول الضامنة للاتفاق.