بالأسماء.. مهام أمراء داعش في درعا من الفتك بجسد الثورة إلى سجون الأسد ثم لصفوف قوّاته
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
اكتنف الغموض مصير الكثير من قياديي جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم داعش، والذي كان يسيطر على معظم منطقة حوض اليرموك غرب درعا منذ 2014، أسئلة تراود الجميع وخاصة الناشطين وأهل حوران : كيف؟ وأين ذهب 1700 عنصر وقيادي وكل هذه الكوادر والإمكانيات العسكرية؟
الإعلامي أحمد المجاريش حاول البحث للوصول إلى معلومات مؤكدة عن مصير عناصر وقياديين كانوا فاعلين في جيش خالد والبعض منهم كان يشغل منصبًا شرعيًا وأمنيًا في الجيش.
بعد التقدم الكاسح الذي أحرزته قوات الأسد بتغطية الطيران الحربي الروسي على الجنوب السوري في تموز 2018، كانت منطقة حوض اليرموك آخر مناطق الجنوب التي سيطرت عليها قوات الأسد، حيث قتل عشرات من عناصر التنظيم نتيجة القصف الروسي، والإعدامات الميدانية، ونُقل نحو 430 مقاتلًا منهم إلى ريف السويداء الشرقي بشكل سري، فيما بقي نحو 300 مقاتل في قرى المنطقة، وآخرون بمناطق وعرة في وادي اليرموك ومنهم العشرات سلموا أنفسهم لقوات الأسد خوفًا على حياتهم.
مصادر متطابقة من أبناء حوض اليرموك ( اعتمدنا عليها في جمع المعلومات ) أكدوا لـ”تجمع أحرار حوران” أن مدة اعتقال عناصر داعش في الأفرع الأمنية لم تتجاوز العشرة أيام بعكس عناصر الجيش الحر، وحال خروجهم انضموا إلى تشكيلات قوات الأسد ولاسيما الأفرع الأمنية ومن بين هؤلاء أمراء وشرعيون وعناصر اشتهروا بشدة إجرامهم في ظل حكم “جيش خالد”، وفيما يلي نستعرض بعضهم بالاسم:
رائد سلوم، متزوج، 37 عامًا، كان يعمل لدى جيش خالد بمنصب أمير ضبط (القلم)، وهو ضابط برتبة نقيب كان يعمل قبل تحرير حوض اليرموك من قوات الأسد قائد مفرزة أمن منطقة حوض اليرموك، ولكن عند تحريرها لجأ إلى ريف دمشق ليتابع خدمته وفي تاريخ 26.9.2017 دخل لمنطقة حوض اليرموك ليتسلم فور وصوله القلم لضبط أقوال العامة والعناصر والشرعيين وحتى الأمراء وكان معروف بإجرامه وصرامته في المنطقة.
يوسف النابلسي، المكنى بـ”أبو البراء”، من بلدة تل شهاب بريف درعا، 47 عامًا، كان يشغل منصب رئيس مكتب الارتباط الخارجي لدى تنظيم داعش والمنسق الأول بين الخلايا الأمنية في بلدات درعا ويقوم بالتنسيق مع كافة العمليات الأمنية التي تحصل خارج حوض اليرموك وهو المسؤول عن عملية إدخال العناصر القادمة من خارج الحوض أو حتى الشمال السوري، ومسؤول عن إدخال الأموال القادمة من الشمال إلى داخل الحوض، خرج عدة مرات إلى الشمال السوري وكانت آخرها بتاريخ 3.4.2017 وعاد بتاريخ 28.9.2017 مع طاقم كامل من الأمراء تعدادهم 13 شخص، والآن موجود في مزارع تل شهاب وعلى مرأى من عناصر وضباط الأسد، دون أن يقترب منه أحد.
عبد الله عبد الرزاق مصطفى فرج، المكنى بـ”أبو عبدو”، متزوج، “43 عامًا”، من بلدة القصيبة بريف القنيطرة، نقيب منشق عن قوات الأسد في السنة الثانية للثورة هو وإخوته الثلاثة، وهو أمني بارز لصالح المخابرات السورية والإسرائيلية، كان يعمل إداري عام لدى التنظيم بالإضافة لأحد المحققين وأحد أكبر المجندين للأشخاص الذين هم خارج منطقة حوض اليرموك.
وعمل مع العديد من فصائل الجيش الحر منها جيش الأبابيل ولواء أحرار الجولان وحركة أحرار الشام، بعدها دخل لمنطقة حوض اليرموك ليتم تعيينه بعد مقتل “أبو علي البريدي” في 11 تشرين الثاني 2015، إداريًا عامًا واستطاع تشكيل حلف قوي مع أبو عبيدة القحطاني وأبو تحرير وأبو البراء ونضال البريدي ضد جماعة الفنوصي وحركة المثنى من أجل استلام كامل السلطة.
وكان له علاقة مباشرة مع إسرائيل ويستطيع الهروب من منطقة الحوض بأي وقت، وبالوقت نفسه قام بسجن الأمير “أبو علي شباط” بتهمة التعامل مع التحالف الدولي للتخلص منه.
وفي تموز 2018، قام “أبو عبدو” بالتنسيق مباشرة مع “كنانة حويجة” المسؤولة عن ملف المصالحات والتسويات ومعه أربعة أشخاص من جنسيات مختلفة عراقية وجزائرية وسعودية ومنهم شخص من السويداء من الطائفة الدرزية، فيما أفادت مصادر متطابقة بقيام نظام الأسد بنقل “أبو عبدو” إلى دير الزور.
محمد نوفان المحمد، من بيت آره الواقعة في منطقة حوض اليرموك، كان يشغل منصبًا أمنيًا في جيش خالد، وعمل بعد دخول نظام الأسد إلى المنطقة مع الأمن العسكري في درعا، إذ داهم العديد من بيوت الناشطين ومن لديهم نشاطات ثورية أو إغاثية، وكان المحمد مسؤولًا عن قتل عدد من عناصر الجيش الحر، ثم اعتقلته قوات الأسد مؤخرًا.
محمد تركي السموري، من قرية جملة غربي درعا، كان أمنيًا بارزًا في جيش خالد ويعمل الآن لدى فرع الأمن العسكري في درعا.
عمر صايل العودات، من بلدة تسيل، كان يشغل منصبًا قياديًا لكتائب تنظيم جيش خالد، والمسؤول عن مقتل 14 قياديًا من قياديي حركة أحرار الشام الإسلامية في ثكنة على أطراف بلدة تسيل عام 2015، وبعد سيطرة قوات الأسد على حوض اليرموك سلّم العودات نفسه وتطوّع في فرع الأمن العسكري، ويخدم حاليًا لصالح مفرزة منطقة إزرع بريف درعا الأوسط.
إبراهيم يونس المقدم، المكنى بـ”أبو خطاب”، من بلدة تسيل، خرج من سجن صيدنايا في بدايات الثورة السورية قبل محكوميته بخمس سنوات ليستلم أميرًا للمكتب الأمني في تنظيم جيش خالد، وبعد سيطرة قوات الأسد على حوض اليرموك تبين أن “أبو خطاب” هو عميل لقوات الأسد، وكان يقر جميع أحكام الإعدام داخل الحوض.
أسد النعسان، من بلدة تسيل، أحد الأمنيين البارزين لدى تنظيم جيش خالد والآن متطوع بفرع الأمن العسكري بدمشق، وهناك جرائم مثبتة قام بارتكابها، منها القتل والتنكيل بجثث عناصر الجيش الحر.
مناف فهد الديري، خريج تجارة واقتصاد من جامعة دمشق، من أبناء الشيخ مسكين، كان قائدًا للواء إحدى التشكيلات العسكرية ضمن الفيلق الأول، بعد ملاحقته من قبل جبهة النصرة بتهم اغتصاب وقتل، التحق بحوض اليرموك وانضم لجيش خالد، ليستلم في الفترة الأخيرة من عمر التنظيم أمير الأمنيين في بلدة الشجرة، والآن هو متطوع لدى أحد فرع الأمن العسكري بحلب، وكان قد شارك بتحرير اللواء 82، واغتنم مادة السارين من كتيبة الكيماوي باللواء ليأخذ السارين معه إلى جيش خالد.
أبو طلال القرفان، وكان أحد المسؤولين عن زرع العبوات الناسفة في التنظيم، وشوهد في كثير من إصدارات خلال تنفيذ أحكام الإعدام والجَلد التي كان ينفذها التنظيم، وكان في قسم هندسة الألغام، يقاتل الآن في صفوف قوات الأسد.
نمر العميان، من بلدة تل شهاب بريف درعا، يُعتبر الذراع الأمنية لـ”لواء شهداء اليرموك” منذ تأسيسه، إذ كان يقتصر عمله على إدخال وإخراج بعض الأشخاص والمجموعات من وإلى قرى وبلدات حوض اليرموك عبر طريق الوادي وذلك بسبب طبيعة منزله الذي يقع على أطراف البلدة المطل على الوادي، وكان في بعض الأحيان يقوم باستلام الأموال ليقوم بإدخالها إلى منطقة حوض اليرموك.
وعقب سيطرة نظام الأسد على محافظة درعا، انضم “العميان” إلى فرع الأمن العسكري، إذ قام في 6.11.2018 بمداهمة العديد من المنازل في بلدة تل شهاب وألقى القبض على بعض العناصر المنتمين للتنظيم وسلّمهم للأمن العسكري.
ماهر كنهوش المكنى بـ”أبو محمد”، من قرية جباب شمالي درعا، تقلّد لدى تنظيم داعش “جيش خالد” عدة مناصب من بينها ديوان الحسبة، اعتقلته مخابرات الأسد في شهر آب 2018 لتُطلق سراحه مؤخرًا.
داوود الصالح، من بلدة الرفيد بريف القنيطرة، المكنى بـ”أبو سليمان”، تاجر سلاح لدى تنظيم داعش، كان يتمركز في بلدة الرفيد خلال السنوات القليلة الماضية بحماية من ما يقارب 30 عنصرًا مبايعًا للتنظيم، وكانت بلدة الرفيد تُعد ملاذًا لعمليات الخطف التي تحصل في المنطقة بقيادة “داوود”، ويعمل الأخير الآن لدى فرع أمن الدولة بدرعا.
أما عن المدعو “مروان محمد عبدالفتاح زين العابدين” المكنى بـ”أبو المثنى”، من بلدة تسيل، تقلّد منصب أمير الحسبة لدى تنظيم داعش ويُعد أحد الأمنيين البارزين في جيش خالد، وكان قد ظهر في إصدار (حصاد الحنظل)، وأفادت مصادر مطّلعة أنّه كان عميلّا للمخابرات السورية أثناء تواجده مع التنظيم غربي درعا، وقبل أن يُقتل في المعركة الأخيرة.
السيد (أ.خ) مدني، من سكان إحدى القرى في حوض اليرموك، وهو أحد النشطاء الذين ساعدونا على جمع وتحري المعلومات، يقول لـ”تجمع أحرار حوران”، إن بعد سيطرة قوات الأسد على كامل الحوض واختفاء معظم القادة والشرعيين والأمنيين تبيّن أن نظام الأسد هو من قام بزرع داعش في المنطقة بهدف إثارة الفوضى والإرهاب للتشكيك بالثورة السورية ولإظهار صورة من هم في حلف الثورة بأنهم عنيفين وأجانب وإسلاميين طائفيين على أمل أن نظامه والجهاديين هما الخيار الوحيد أمام السوريين والعالم، وبالتالي ضمان عدم تدخل الغرب ضده.
العديد من عناصر تنظيم جيش خالد وخاصة ممن كانوا أشد إجرامًا وتنكيلًا بعناصر الجيش الحر باتوا الآن عناصرًا ومقاتلين في صفوف قوات الأسد وأفرعه الأمنية، الشيء الذي يدل على أن نظام الأسد كان قد زرعهم في حوض اليرموك لأسباب عديدة منها إفشال معارك الجيش الحر وقتل واغتيال قادة بارزين في صفوف الفصائل المقاتلة.
يقول (علاء الخالد) -اسم حركي من أبناء حوض اليرموك- لـ”تجمع أحرار حوران” إننا خلال سنوات الثورة كنا نسمع عن تقارير استخباراتية تقول أن نظام الأسد قد صنع داعش ولكن لم نتصور أو نتوقع أن من كان يجلدنا بسبب علبة سجائر أو لمخالفة لباس شرعي هو ضابط مخابرات أو عنصر من أحد الأفرع الأمنية جاء ليشوه ثورتنا ويعكر سمعتها ويعذبنا تحت اسم الإسلام ولكن الآن تيقنا أن داعش هم عناصر مخابرات تلقوا دورات شرعية وفقهية.