بعد 8 سنوات على تحطيمه من قبل أهالي درعا.. نظام الأسد يُخطط لنصب تمثال “المقبور” في درعا المحطة
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
على الرغم من سيطرة قوات الأسد والمليشيات الإيرانية الموالية لها على جميع مناطق جنوبي غرب سوريا (درعا والقنيطرة) فإنّ الانفلات الأمني والاحتقان وعدم رضا الأهالي عن سلوك قوات الأسد والأجهزة القمعية، ما يزال سيد الموقف، وهو ما ينذر بعودة الحراك الثوري إلى سابق عهده وانفجار الأوضاع من جديد.
تعيش درعا حالة من الغليان اليوم بسبب ازدياد سلوك نظام الأسد وأجهزته الأمنية الاستفزازية بدرعا، فإلى جانب الاعتقالات المستمرة بحق أبناء محافظة درعا والتضييق على لقمة العيش وانتشار فكر التشيع، تنوي الأفرع الأمنية في المحافظة إلى نصب تمثال “حافظ الأسد” في درعا المحطة، يوم الجمعة القادم 8 آذار، حيث يصادف ذكرى ثورة البعث.
وقال ناشطون في درعا أن نظام الأسد يعمل لإعادة تنصيب تمثال حافظ الأسد أمام بيت محافظ الأسد “محمد خالد الهنّوس” في درعا المحطة، يوم الجمعة القادم، بعد أن تمكن أهالي درعا من إسقاط التمثال في 25 آذار، 2011
واستنكر الناشطون إقدام نظام الأسد لمثل هذه الخطوة، والتي اعتبروها استفزازًا جديدًا لأهالي درعا في ظل غياب آلية إعادة البناء، وتهميش نزع الألغام التي لا تزال موجودة بكثرة في أراضي المزارعين وعلى حافات الطرقات، من مخلّفات قوات الأسد، والتي أودت بحياة العشرات من المدنيين خلال الفترة الماضية.
الناشطة الإعلامية في درعا “سارة الحوراني” قالت لتجمع أحرار حوران أنّ “إعادة تنصيب صنم حافظ الأسد في درعا سيُفجّر الأوضاع من جديد عاجلًا أم آجلًا، و أنّ الأيام القادمة كفيلة بتوضيح الأمور ما لم يصحح النظام من سلوكه تجاه أهالي الجنوب”.
سلوك نظام الأسد في درعا منذ سيطرة قوات الأسد على المحافظة عبّر عنه بعض المدنيين والثوار السابقين والذين لا يزالون يحتفظون بسلاحهم الفردي بأفعال عسكرية، طالت عددًا من عناصر وضباط قوات الأسد والحواجز العسكرية المنتشرة في ريف المحافظة.
ولكن “من لا يملك السلاح يملك حنجرة”، هكذا قال قيادي سابق في الجيش الحر، رفض الكشف عن اسمه لتجمع أحرار حوران، والذي دعا إلى خروج مظاهرات في محافظة درعا وأريافها يوم الجمعة القادم، ردًا على تنصيب “الصنم” حافظ الأسد، حسب تعبيره.
وأضاف أنّ المدنيين والناشطين الموجودين في الداخل في حالة غليان اليوم بعد ورود أنباء على تنصيب الصنم وأنّنا على تواصل دائم معهم ونعمل معهم رغم بعدنا عنهم للوقوف ضد ممارسات نظام الأسد.
واستطرد “إذا استمر الحال على ما هو عليه فإنّنا سندعم المقاومة الشعبية في درعا ونشجعهم على زيادة العمليات العسكرية ضد قوات الأسد”.
وفي هذا السياق، كتب “أدهم الكراد”، قيادي سابق في الجيش الحر، على صفحته الشخصية على فيسبوك “نصب التمثال هو كبريت ودرعا شرارته” في إشارة منه إلى حالة الغليان التي يعيشها أهالي الجنوب السوري بسبب نية نظام الأسد لتنصيب التمثال.
من جهته، كتب الشيخ “فيصل أبازيد” اليوم الثلاثاء 5 آذار، متحدثًا عن سوء الأوضاع بدرعا “لا إمكانية عند مراجعة الدوائر الحكومية لمتابعة أمور الناس الخدمية والمعاشيّة الكل يجيب بنفس الجواب (لا إمكانية) وفجأة تظهر الإمكانيات عند المسيرات المؤيدة للمنافقين وعند رفع الصور وصناعة التماثيل أما تعبيد الطرقات والكهرباء والماء والغاز وخلافه لا إمكانية والحقيقة أنّه لا إمكانية للتعامل والتعايش بجدية مع هكذا موديلات”.
وكان الأبازيد قد قابل اللواء في قوات الأسد “محمد المحلا” الأسبوع الفائت أثناء زيارته الأخيرة إلى بلدة أم المياذن شرقي درعا، وتحدّث عن سوء الأوضاع في محافظة درعا، ونوّه إلى أنّ الأوضاع في درعا مأساوية، وطالب بالعديد من المطالب أهمها المعتقلين وتأمين مستلزمات الحياة.
في ظل احتقان الأهالي من الفلتان الأمني وشح المواد الأساسية بدرعا، بالإضافة إلى سلوك نظام الأسد الاستفزازي بدرعا، هل سيكون رفع تمثال حافظ الأسد في درعا المحطة وعلى بعد أمتار قليلة عن الدمار الذي أحدثته قوات الأسد في منازل المدنيين هو شرارة لتفجير الوضع بدرعا من جديد؟