بعد عودة قادة سابقين بالجبهة الجنوبية.. مساعٍ لتشكيل “الفيلق السادس” الروسي بريف درعا
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
على غرار الفيلق الخامس كثر الحديث مؤخرًا عن تشكيل الفيلق السادس الروسي في ريف درعا الغربي جنوب سوريا، بعد عودة، عماد أبو زريق، القيادي السابق في ” جيش الثورة”، من الأردن إلى درعا، بعد تنسيق بينه وبين الجانب الروسي وقادة سابقين في الجبهة الجنوبية الذين أصبح لديهم ارتباط مباشر مع قاعدة حميميم الروسية، لضمان عودته دون أن يتعرض لتجاوزات من قبل قوات الأسد، والعمل على تشكيل جسم عسكري جنوب سوريا بإشرافٍ روسي.
وحلل الكثير من الناشطين بالقول إنّ التشكيل العسكري الجديد يأتي في سياق مواجهة تمدد مليشيات إيران فضلًا عن “حزب الله” في الجنوب السوري، إذ تواصل إيران ومليشياتها التغلغل في المنطقة على الرغم من تعهّدات سابقة بالابتعاد مسافة 40 كيلومترًا، لكنّ مصادر أخرى رأت أنّ إنشاء هذا التشكيل يستهدف أساسًا مواجهة حالة الرفض في بعض مناطق المحافظة للالتحاق بالخدمة العسكرية في قوات الأسد، واستقطاب الرافضين إلى تشكيل عسكري محلي يكون خاضعًا لقوات الأسد.
ونفى قائد عسكري سابق في الجيش الحر، رفض عن كشف اسمه، لتجمع أحرار حوران تشكيل الفيلق السادس الروسي في المنطقة الجنوبية حتى الآن، وأكد أنّ مجموعة من فصائل الجيش الحر كانت منضوية تحت فصيل “جيش الثورة” طلبوا من الروس تشكيل فصيل جديد تابع لروسيا، لكسب الأعداد الكبيرة لعناصر التسويات التي بقيت في المنطقة، ورفضت التهجير إلى الشمال السوري، ولعدم ترك الساحة في الجنوب لأطراف أخرى.
وأضاف، أنّ الجانب الروسي رفض طلب الفصائل ودعاهم للانضمام إلى تشكيلات الفيلق الخامس التي تم تشكيلها مؤخرًا من فصائل التسويات جنوب سوريا، بقيادة أحمد العودة، وهو القيادي السابق لـ”قوات شباب السنة”، وبات قائدًا للفيلق الخامس في جنوب سوريا ومقره مدينة بصرى الشام شرقي درعا، بعد اتفاقيات بين فصائل المعارضة وموسكو في شهر يوليو (تموز) المنصرم، انتهت بتسليم الفصائل للمناطق المحررة إلى قوات الأسد بإشرافٍ روسي.
وأوضح، أنّ الروس الآن يدرسون إمكانية تشكيل اللواء التاسع ليكون تحت قيادة الفيلق الخامس وأن تكون القيادة والتبعية لـ”أحمد العودة” قائد الفيلق الخامس.
عدد كبير من المنشقين والمتخلّفين عن الخدمة في صفوف قوات الأسد توجّهوا هربًا من الاعتقال إلى ريف درعا الغربي لاسيّما درعا البلد وطفس رفضوا الالتحاق بالخدمة العسكرية، رغم إجرائهم تسوية وضع، وقُدِّر عدد المنشقين في درعا البلد لوحدها نحو 400 شخص.
يسعى نظام الأسد عن طريق الأمن العسكري لاحتواء المنشقين والمتخلّفين عن الخدمة وكسبهم لصفوف قواته، فقد أوفد عدد من ضباط الأمن العسكري إلى ريف درعا الغربي للبحث عن آلية حل مشكلة المتخلّفين والمنشقين في المنطقة، وكان آخرها قبل أسبوع عندما زار رئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء “محمد المحلا” ريف درعا الغربي ومنطقة الجيدور للهدف ذاته.
روسيا تسعى لاحتواء الشباب خوفًا من انضمامهم لقوات إيرانيّة
بعد سيطرة قوات الأسد على كامل الجنوب السوري تصاعد التنافس حول من تبقى من السكان في درعا والقنيطرة، ممن هم في سن الخدمة الإلزامية أو خدمة الاحتياط، تعمل إيران جاهدة عبر ميليشياتها لضم المزيد من الشبان إلى صفوفها، تعتمد القوات الإيرانية على استغلال حاجة السكان في الجنوب السوري، ومدهم بالمساعدات الإنسانية والغذائية، من خلال جمعيات خيرية وغيرها من المراكز التي تمد المواطنين بالمساعدات، وتقديم الرواتب للمتطوعين بمبالغ تبدأ من 150 دولارًا أمريكيًا وذلك حسب مراسل تجمع أحرار حوران في المنطقة.
وأضاف المراسل أن عدد كبير من أبناء الجنوب (درعا والقنيطرة) تطوعوا في صفوف فصائل تابعة ومموّلة من الحرس الثوري الإيراني في الجنوب السوري، ويخضعون لدورات عسكرية في منطقة اللجاة في ريف درعا الشرقي، وذلك بعد إعطائهم مزايا دون غيرهم كالبطاقة الأمنية ومساعدات غذائية شهرية ورواتب عالية، بالإضافة إلى تبييض صفحته الأمنية وعدم الملاحقة الأمنية له مما يُشجع الكثير من الشباب على الالتحاق بصوف قواتهم.
وهذا ما يجعل روسيا تسعى لاحتواء الشباب المتخلّف أو المنشق عن الخدمة عن طريق تشكيل لواء جديد تابع للفيلق الخامس في ريف درعا الشرقي، لاسيّما بعد تعهدهم بإبعاد إيران عن المنطقة.