مساعٍ لتحصيل مهلة جديدة لأبناء درعا لتهدئة بركانها المشتعل
تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني
شارفت المهلة الثانية للمتخلّفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والمنشقين عن جيش الأسد في محافظة درعا على الإنتهاء، في ظل حالة قلق وتوتر تسود المنطقة نتيجة ذلك.
فمنذ أن سيطر نظام الأسد على المحافظة، في تموز 2018، منح مهلتين للمتخلّفين عن الخدمة في جيشه والمنشقين عنه ضمن اتفاق التسوية، امتدت كل منهما لستة أشهر، فيما تنتهي الثانية في 24 حزيران الجاري.
وتمنح ورقة المهلة من شعبة التجنيد للمتخلّفين عن الخدمة في جيش الأسد تسمح لهم بالتنقل وعدم الاعتراض لهم على الحواجز، وترتيب أمورهم حتى يحين موعد انتهاء المهلة ومن ثم إجراءات التحاقهم بقطعهم العسكرية.
ووثق تجمع أحرار حوران انتهاكاتٍ بدرت من جانب نظام الأسد خلال المهلتين الأولى والثانية، تمثلّت بسوق مئات الشبان من محافظتي درعا والقنيطرة إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية منذ سيطرة نظام الأسد على الجنوب السوري في تموز 2018.
كما وثق التجمع اعتقال قوات الأسد 673 شخصًا من أبناء محافظة درعا، منذ تموز الفائت، أغلبهم جرى اعتقالهم عبر حواجزها المنتشرة في المحافظة وخارجها، من بينهم العشرات ممن تم سوقهم للخدمتين الإلزامية والاحتياطية في جيش الأسد.
ومع قرب انتهاء مدة المهلة الثانية يزداد القلق والتخبط بين أبناء المحافظتين الحاملين لبطاقات التسوية، بالتوازي مع توتر الأحداث في الفترة الأخيرة من عمليات نوعية استهدفت العديد من مواقع قوات الأسد في ريف درعا، منها عمليتي الهجوم على حاجز جنوب بلدة بصر الحرير وتفجير مبنى مديرية الناحية في مدينة الحراك.
و وردت أنباء لتجمع أحرار حوران تفيد أنّ نظام الأسد و”تحت ضغوط روسية” يسعى لإعطاء مهلة جديدة لأبناء المحافظة من طلبة الجامعات تمتد لمدة عام لمتابعة دراستهم، في محاولة لنظام الأسد احتواء بركان الجنوب السوري المشتعل، وخفض التوتر الحاصل جرّاء الأحداث الأخيرة.
فيما يبقى مصير المتخلّفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية الذين ليسوا على مقاعد الدراسة مجهولًا في ظل مساع مستمرة وحثيثة لكسب مهلة جديدة لهم، تنجي الجنوب السوري من ثوران بركانه مجددًا في ظل رفض الكثير من أبنائه الالتحاق بصفوف قوات الأسد.
ووثق تجمع أحرار حوران مقتل 13 عنصرًا من محافظة القنيطرة وأكثر من 20 عنصرًا من محافظة درعا، ممن التحقوا بصفوف قوات الأسد بعد إجراء التسوية وزج بهم في معارك ريفي حماة واللاذقية، ليلقوا حتفهم خلالها، الأمر الذي دفع الكثير من مجري التسوية من أبناء محافظة درعا للتخلف عن الالتحاق بصفوف جيش الأسد.
وتتصاعد عمليات انشقاق أبناء محافظة درعا الملتحقين بجيش الأسد، إذ أنّ العشرات منهم بعد حصولهم على إجازة للعودة إلى منازلهم يلتزمون فيها ويتخلّفون عن العودة لقطعهم العسكرية، في ظل امتناع العشرات إجراء عملية التسوية منذ البداية ورفض الالتحاق بصفوف قوات الأسد وتلافي المرور بحواجزهم أو الاقتراب من مواقعهم العسكرية.