شهادات من عناصر “التسوية” عن المعاملة السيئة التي يتلقّونها من ضباط وعناصر الأسد
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
تُعرف “المصالحة” عادةً، بأنها نوعًا من الاتفاق الودّي بين أعداء سابقين، إلا أنّ اتفاقيات المصالحة التي رعاها المحتل الروسي في سوريا بين قوات الأسد وبعض فصائل الثوار تفرض الذل؛ بسبب المعاملة السيئة التي يتلقّونها عناصر المصالحات المنضوبين في صفوف قوات الأسد، وذلك حسب شهادات حصل عليها تجمع أحرار حوران من عناصر انخرطت مؤخرًا في صفوف قوات الأسد.
محمد المقداد، من ريف درعا – اسم مستعار طلب إخفاء اسمه الحقيقي خشية معرفته وملاحقته – كان يعمل ضمن صفوف أحد ألوية الجيش الحر قبل أن تحتل قوات الأسد بلدته في تموز العام الماضي، انخرط في صفوف قوات الأسد قبل ثلاثة أشهر بعد أن أجرى ورقة التسوية في إحدى المراكز الأمنية في البلدة.
تحدّث المقداد لتجمع أحرار حوران عن المعاملة السيئة التي يتلقّاها في قطعته العسكرية في حمص قائلًا “أصبحنا أضحوكة لشبيحة الأسد ينادوننا بأبشع العبارات، كلمات استفزاية مقصودة، لتعذيبنا نفسيًا، وكأنّهم يقولون لنا عشتم سبع سنوات بدون ذل سنذيقكم إياها ضعفين”.
وأضاف المقداد “في أول أسبوع من دخولنا إلى القطعة العسكرية كانت المعاملة حسنة نوعًا ما، ولكن عندما تبيّن للشبيحة أنّنا من عناصر سابقين في الجيش الحر تغيّرت المعاملة بشكل كبير، وأمرونا بتغسيل ملابس العساكر الداخلية والخارجية وتنظف أحذيتهم بشكل يومي، حتى أنّ مهمتنا أصبحت سخرة في المهاجع وتنظيف مكاتب ومنازل الضباط ويطلقون علينا عبارات استفزازية أقلها (يا ابن التسوية) “.
وأردف المقداد “أهلي كسروا ظهري، لم يكن لدي خيار آخر سوى أن أنضوي في صفوف قوات الأسد لأحمي نفسي من الملاحقة الأمنية بعد أن رفض أهلي الخروج إلى الشمال السوري مع رفاقي” مشيرًا إلى أنّ البراميل المتفجرة والمعارك والجوع والموت أهون على نفسه من هذه المعاملة.
ربما يكون المقداد أكثر حظّاً من غيره بحكم بعده عن المعارك الدائرة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية، كما هو حال الشاب أنس أبو زيد – الذي أُجبر على الانضمام في صفوف قوات الأسد – وتحدّث هو الآخر لتجمع أحرار حوران عمّا شاهده وحدث معه خلال خدمته في صفوف قوات الأسد في معارك الشمال السوري قبل أن يهرب من جبهات القتال ويلجأ إلى منزله في ريف درعا ومن ثم خروجه عن طريق التهريب إلى الشمال السوري المحرر.
قال أبو زيد إنّ “قوات الأسد يزجّوننا في الخطوط الأمامية للمعارك تحت قيادة لاسلكية لاقتحام مواقع الجيش الحر، التي تعتبر الأكثر تحصينًا لنكون طُعماً وندفع حياتنا ثمنًا لمعرفة الثغرات في هذه المواقع”، وأضاف “معامة عناصر النظام معنا سيئة، وينعتونا بالخونة ويتوعدوننا بمحاكمات عسكرية إن لم ننصاع لأوامرهم”.
وأوضح تمكّنت من الفرار من جبهات القتال عن طريق رشوة مالية قدرها 25 ألف ليرة سورية قدمتها لأحد الضباط هناك، يدعى ” يونس محمد أبو علي” في سبيل أن أحصل على إجازة 73 ساعة، وتمكّنت من خلالها الذهاب إلى مناطق سيطرة الثوار “مشيرًا إلى أنّ إدلب رغم ما فيها من قصف وخوف إلّا أنّها أحب إليه من أن يسفك الدم الحرام وفق قوله.
وأكد أبو زيد أنّه يوجد حالات تصفية ميدانية لبعض عناصر التسوية من قبل قوات الأسد ممن هم على جبهات القتال عندما يشاهدوا منهم تقصير في إطلاق النار على مواقع الثوار في الشمال السوري.
وعلى وقع المعارك المحتدمة في الشمال السوري وقيام قوات الأسد بزج عناصر المصالحات على خطوط الجبهات الأمامية فإنّ العديد من عناصر المصالحات يقومون بالانشقاق وترك الجبهات والهرب إلى مناطق سيطرة الثوار في إدلب وريف حلب، وكثير منهم من يلتزموا منازلهم في ريف درعا بسبب التكلفة المالية الكبيرة التي يحتاجها الشاب للخروج نحو الشمال السوري المحرر عن طريق التهريب.
فقد وثّق تجمع أحرار حوران في الآونة الأخيرة انشقاق أكثر من 15 عسكريًا من أبناء بلدة النعيمة انشقوا من جديد عن صفوف جيش الأسد، وأكثر من 10 عساكر في كل من بلدتي المسيفرة وانخل، فيما انشق 20 عسكريًا من بلدة الكرك الشرقي، وفي مدينة نوى قرابة 14 منشق، و5 آخرين من بلدة خربة غزالة، وأكثر من 25 منشق في بلدة نصيب لم يُسلّموا أنفسهم، وعشرات العناصر المنشقين من قرى حوض اليرموك غربي درعا.
وبحسب مراسل تجمع أحرار حوان في الشمال السوري فإنّ فصائل الجيش الحر العاملة في الشمال السوري قاموا بتأمين انشقاق عشرات العناصر من صفوف قوات الأسد، بسبب ضراوة المعارك وشدّتها، وقيام ضباط الأسد بزجّهم على الخطوط الأمامية بالمعركة.