التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر آذار/مارس 2020
تجمع أحرار حوران – فريق التحرير
شهد شهر آذار/مارس 2020 المنصرم، ارتفاعًا ملحوظًا في عمليات الاعتقال والخطف بحق مدنيين، واستمرارًا في عمليات الاغتيال، في محافظة درعا، مقارنة بالشهر الذي سبقه، في حين سُجّل عشرات الشهداء والقتلى من أبناء المحافظة.
الاعتقالات والخطف :
وثّق تجمع أحرار حوران، خلال شهر آذار، 28 حالة اعتقال بينهم 3 سيّدات، نفّذتها مخابرات الأسد بحق أبناء محافظة درعا، أُفرج عن 6 منهم خلال الشهر ذاته.
وأشار أبو المجد مدير مكتب التوثيق في التجمّع إلى أنّ أعداد المعتقلين، خلال شهر آذار، تزيد عن الرقم الموثّق فعليًا لدى المكتب، حيث تجري عملية توثيق المعتقلين بشكل مستمر من خلال المراسلين الميدانيين للتجمّع وبالتعاون مع شخصيات مطّلعة في المحافظة، فيما يمتنع بعض أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوفات أمنيّة.
وأحصى المكتب 6 حالات اختطاف لمدنيين داخل محافظة درعا، بينهم 5 أطفال، خلال شهر آذار، أُفرج عن 5 من المجموع الكلي خلال الشهر نفسه، في حين لاتزال طفلة مختطفة ولا يُعرف عن مصيرها أي شيء.
وسجّل المكتب 9 حالات اختطاف لمدنيين من أبناء محافظة درعا أثناء تواجدهم في السويداء، أُفرج عن 4 منهم خلال الشهر ذاته، في حين أفرجت عصابة خطف عن طالب جامعي من درعا كانت اختطفته في شهر شباط الفائت.
وتضلع عدة أفرع أمنية تابعة لنظام الأسد في الكثير من عمليات الاختطاف، الشهر الفائت، عن طريق عصابات الخطف التي تنتشر في محافظتي درعا والسويداء بتسهيل من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام كفرع الأمن العسكري، وتطلب عصابات الخطف عادةً فدية مالية من ذوي المختطفين لقاء الإفراج عنهم.
ووثق تجمع أحرار حوران خروج 8 مظاهرات شعبية في عدد من مدن وبلدات محافظة درعا خلال شهر آذار المنصرم، تندد بممارسات نظام الأسد وأجهزته الأمنية والمليشيات الإيرانية بحق أهالي المحافظة نتيجة ارتفاع وتيرة الاعتقالات والخطف، وتطالب بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام ورفع القبضة الأمنية التي تحكمها مخابرات النظام على رقاب الأهالي من خلال تعزيز حواجز أمنية بالأسلحة الثقيلة تنتشر بين المدن والبلدات في المحافظة، ومحاولة نصب حواجز جديدة لقطع أوصاع المناطق عن بعضها البعض وتضييق الخناق عليها.
الشهداء :
سجّل تجمع أحرار حوران 33 شهيدًا من أبناء محافظة درعا خلال شهر آذار، من بينهم 6 أطفال، عشرة أشخاص قضوا بواسطة طلق ناري، وأربعة عشر شخصًا إثر القصف المدفعي والصاروخي والدبابات، وستة أشخاص تحت التعذيب في سجون الأسد، وثلاثة أشخاص جرّاء القصف الجوي.
وأحصى المكتب استشهاد 9 أشخاص جرّاء إطلاق النار داخل محافظة درعا، بينهم طفل نتيجة إعدامه ميدانيًا من قبل قوات الأسد، كما سجّل المكتب توثيق استشهاد مقاتل واحد من أبناء محافظة درعا، بطلق ناري، خلال مشاركته في المعارك ضد قوات الأسد والمليشيات الموالية لها في ريفي إدلب.
وفي الذكرى التاسعة لانطلاق الثورة السوريّة كان تمكّن المكتب من توثيق مجزرة مروّعة ارتكبتها قوات الأسد بحق المدنيين نتيجة قصفها بقذائف الهاون على بلدة جلين في ريف درعا الغربي، راح ضحيّتها 7 شهداء بينهم طفل وطفلة.
في حين وثّق المكتب استشهاد 4 أشخاص نتيجة استهدافهم بقذيفة دبابة لقوات الأسد في مدينة طفس في ريف درعا الغربي، و 3 أشخاص نتيجة قصف صاروخي مصدره قوات الأسد استهدف مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي.
وأشار المكتب أنّه وثّق استشهاد 6 أشخاص مدنيين تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد، جميعهم اعتقلتهم قوات الأسد بعد توقيع “اتفاق التسوية” في شهر تموز 2018.
كما وثق المكتب استشهاد 3 أطفال من مدينة داعل، بريف درعا الأوسط، نتيجة استهدافهم بغارة جوية من قبل طيران نظام الأسد الحربي في مدينة إدلب.
القتلى :
تمكّن تجمع أحرار حوران خلال شهر آذار من توثيق 25 قتيلاً من أبناء محافظة درعا، نتيجة مشاركتهم إلى جانب قوات الأسد والمليشيات الموالية لها في المعارك ضد فصائل الثوار في ريف إدلب، وقتيل إلى جانب قوات الأسد خلال مشاركته بالمعارك ضد تنظيم داعش في ريف السويداء.
كما وثق المكتب مقتل 5 من قوات الأسد بينهم ضابط برتبة “نقيب” إثر استهدفات متفرّقة في أنحاء المحافظة.
الاغتيالات :
شهدت محافظة درعا خلال شهر آذار انخفاضًا ملحوظًا في عمليات ومحاولات الاغتيال، مقارنة بالشهر الذي سبقه، التي تطال مدنيين ومقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، من بينهم متعاونين مع نظام الأسد، وآخرين عُرفوا بمعارضتهم للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
و وثق تجمع أحرار حوران خلال شهر آذار 21 عملية ومحاولة اغتيال في محافظة درعا، أسفرت عن مقتل 17 شخصًا وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة بعضها خطيرة، فيما نجى 5 أشخاص من محاولات الاغتيال.
و وفق مكتب التوثيق في التجمع فإنّ القتلى الذين تم توثيقهم، 9 مدنيين، و 8 مقاتلين التحقوا بتشكيلات عسكرية تتبع لنظام الأسد بعد دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية”.
وبحسب مكتب التوثيق فإنّ عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها معظمها تمّت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية “كلاشنكوف”، فيما نُفّذت عمليّتي اغتيال إحداهما بواسطة “تسمم بمادة سامّة” والآخرى بواسطة “أداة حادّة”.
ولم تتبنَ أيّ جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال في درعا، خلال شهر آذار المنصرم، في حين يتهم أهالي وناشطو المحافظة مخابرات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية من أبناء المحافظة نفسها، بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال التي تحدث في المنطقة والتي تطال في غالب الأحيان معارضين لنظام الأسد ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة، ويُراد منها إيقاع أبناء المحافظة ببعضهم البعض.