من يقف وراء خطف الأطفال بدرعا؟
أطفال درعا يخطفون على مرأى عناصر نظام الأسد.. والأهالي: احموا أطفالكم بأنفسكم
تجمع أحرار حوران – رنا المحمد
تواترت محاولات الخطف في محافظة درعا، بالآونة الأخيرة، لتنجح بعضها وتُغيّب أطفالًا ما زال مصيرهم مجهولًا حتى اللحظة، فيما كتب لآخرون النجاة، لظروف وليدة الصدفة، وكل ذلك وسط حالة من الفلتان الأمني الذي تشهده المحافظة، وعجز لدى نظام الأسد عن توفير الحماية للمدنيين، حتى أن أصابع الاتهام تتوجه نحوه حيث أنه المسؤول الأول والأخير عن المحافظة، وكل عمليات الخطف تتم على مرأى حواجزه المنتشرة في المحافظة.
محاولات فاشلة:
وفقًا لشهادة عبدالله الزعبي، المنحدر من بلدة الغارية الشرقية، في حديثه لتجمع أحرار حوران، أكد أنّ ابن عمه البالغ من العمر 13 عامًا تعرض لمحاولة اختطاف في الغارية الشرقية، أثناء خروجه يوم أمس الخميس لشراء الخبز، على دراجة نارية، وأثناء عودته، من طريق الحارة الشمالية الغربية متجهاً نحو الحارة الجنوبية (حارة الوادي) على الطريق الشمالي الواصل بين الحارتين، حيث يقع مسجد القرية، تعرّض له شابان يستقلان دراجة نارية، أحدهما يحمل وشمًا على جسده، والآخر ذو شعر أسود أجعد، وكلاهما متوسط البدانة، ولاحظ الطفل ملاحقتهما له، ليقتربا منه ويناديانه، أثناء قيادتهما للدراجة بسرعة كبيرة، ولكن لحسن حظ الطفل، أنه دخل في منعطف، قريب على منزله، وبجانبه دكان، الأمر الذي اضطر الشابين للمغادرة وهما يشتمانه ويشتمان ذويه.
وفي سياق متصل، قال مصدر محلي لـ”تجمع أحرار حوران” إنّه “يوم أول أمس الأربعاء، عند الساعة الواحدة ظهرًا، تعرّضت طفلة في الرابعة من العمر في بلدة الكرك الشرقي لمحاولة خطف، على طريق الكرك الشرقي – الغارية الشرقية قبل حاجز الجوية بـ 100 متر، وكان الرجلان على دراجة نارية اقتربا من الطفلة أثناء تواجدها بالقرب من منزلها، ولكن والدها لاحظ وجودهما، فصرخ بهم، ليلوذوا بالفرار”.
وبمقاطعة المعلومات الواردة يرجّح أنّ الواقعتين نفذهما نفس الشخصين إذ أنّ الحادثتين وقعتا في منطقتين قريبتين من حاجز لنظام الأسد تابع للمخابرات الجوية.
وقال “أبو المجد” مسؤول مكتب التوثيق في “تجمع أحرار حوران” إنّ المكتب وثّق تعرّض ثلاثة أطفال لمحاولات اختطاف من قبل مجهولين، يوم أمس الخميس، في كل من مدن وبلدات طفس والمزيريب وجلّين، في ريف درعا الغربي، مشيرًا إلى نجاة الأطفال الثلاثة.
وفي 26/أيّار الفائت، أقدم شابان مجهولان، على محاولة خطف طفل، على طريق الغرايا – خربة غزالة، ولحسن حظه، خرج جد الطفل ليصرخ بأعلى صوته، ما دفع الشابّين إلى الفرار.
محاولات لتوعية الأهالي:
ودفع تواتر محاولات الخطف، في مدينة طفس، والتي بلغت أربع محاولات بحق أطفال منذ مطلع شهر حزيران الجاري، إلى الإذاعة عبر مسجد المدينة، متوجهًا بالنصح إلى أهالي حوران عامة، وطفس خاصة، لتوخي الحذر، والانتباه للأطفال وعدم السماح لهم بالخروج إلا حين الضرورة، وبمرافقة فرد بالغ.
ووجّه المسجد النداء للمعنيين أيضُا، في المنطقة، من أجل اتخاذ التدابير للحيلولة دون وقوع حوادث الخطف، ووضع آليات ناظمة لحماية المدنيين.
وفي بلدة المزيريب، وجه فرع تابع للجنة المركزية بدرعا، نداءًا للأهالي، بضرورة توخي الحيطة والحذر، والتبليغ عن أي شخص غريب تدور حوله الشبهات والشكوك، ومتابعة الأطفال قدر المستطاع، وذلك على خلفية محاولة فاشلة لخطف طفل في البلدة، من قبل سائق سيارة تاكسي.
مصير مجهول:
وما يزال مصير مجهول بانتظار الطفل “محمد زكريا الزعبي” (14 عامًا) الذي خطف بتاريخ 31/أيّار الفائت، بعد خروجه من منزله في مدينة إزرع شمالي شرق درعا.
كما أنّ ذوي الطفلة “سلام حسن الخلف” (8 أعوام)، المنحدرة من بلدة الطيبة شرقي درعا ما زالوا بانتظار خبر عنها، حيث اختطفت بتاريخ 10/آذار 2020، أثناء عودتها من المدرسة، وعثر في منتصف شهر نيسان الفائت على حقيبة الطفلة و”مريولتها” المدرسية، في أحد المزارع القريبة من بلدة الطيبة.
اقرأ أيضًا.. لا أمان تحت سيطرة نظام الأسد.. 5 حالات خطف بحق أطفال في محافظة درعا
وأيضًا لا يزال مصير الطفل “ميار علاء الحمادي” (6 أعوام) ابن مدينة جاسم، مجهولًا، بعد خطفه في منتصف شهر تشرين الثاني من عام 2019، حيث أفاد شهود عيان من جاسم بأنّهم رأوا الخاطفين يستقلّون دراجة ناريّة.
وسجّل مكتب التوثيق في “تجمع أحرار حوران” 31 حالة اختطاف بينها 8 أطفال في محافظة درعا، منذ مطلع العام الجاري، أُفرج عن 19 مختطف بينهم 5 أطفال، وقُتل اثنان بعد اختطافهما، ولا يزال مصير 10 منهم مجهولًا بينهم 3 أطفال حتى اليوم الجمعة 5/حزيران.
تورط نظام الأسد:
الصحفي “سمير السعدي” عزا الغاية من كل عمليات ومحاولات الخطف في محافظة درعا إلى التربح المادي، معتبرًا أنّ عمليات الخطف تلك تتم بشكل ممهنج ومدروس، وليست اعتباطية كما يروّج البعض.
وقال السعدي لـ”تجمع أحرار حوران” إن “محاولة خطف أطفال في جلين أو سحم الجولان بريف درعا الغربي خاصة وبمنطقة حوض اليرموك عامة، تعني أن مليشيا حزب الله اللبناني أو ميليشيا الفرقة الرابعة هم من يقفون وراء هذه العمليات، كونهم يحكمون قبضتهم بشكل كامل على المنطقة، وهذا يثبت فرضية أن الهدف من عمليات خطف الأطفال هو تجارة الأعضاء في المقام الأول”.
ولفت السعدي إلى أن حواجز النظام المنتشرة بكثرة في ريفي درعا الشرقي والغربي، عاجزة عن وضع حد لتلك العمليات، أو السيطرة عليها، ما يعزز فكرة أن هناك تعاون مشترك بين مليشيا حزب الله ونظام الأسد والميليشيات الإيرانية في تلك العمليات وتسهيل تنفيذها.
وفي الختام تساءل السعدي “لمَ لا تكثر محاولات الخطف في المحافظات الأخرى التي يبسط عليها نظام الأسد سيطرته؟ هناك استهداف لدرعا بشكل خاص، لكسر إرادة أهلها”.