تجمع أحرار حوران – رنا المحمد
افتتح بإشراف روسي، في الرابع من شهر حزيران/يونيو الجاري، في فندق “الوايت روز” الملاصق للمجمع الحكومي بدرعا، مركز من أجل تسجيل أسماء المعتقلين والمغيّبين قسرًا في سجون نظام الأسد.
ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها “تجمع أحرار حوران” بدأ الأهالي بالتوجه للمركز من أجل ملئ استمارات، تتضمن معلومات عن الشخص المستفسر عنه.
معلومات الاستمارة:
يتوجّب على من يملي الاستمارة أن يزوّد مركز المصالحة الروسي بمعلومات عن الاسم الثلاثي للمستفسر ورقمه الوطني وعمله ووضعه العائلي، إضافة إلى بند طرح تساؤل “ما هي المشكلة”!.
كما يتعيّن على مقدّم الطلب أن يكتب اسمه الثلاثي، ومكان الولادة، ورقمه الوطني، ورقم هاتفه وعنوانه وعمله.
وأتيحت الفرصة، وفقًا للاستمارة بإرسال تلك البيانات عن طريق الانترنت إلى الايميل: [email protected].
“لم أجرب خوفاً” :
بين أمل أن يخرج ابنها المعتقل من السجن وخوفًا عليه من عواقب مجهولة، مزّقت السيدة “أم محمد” الاستمارة رغم توجهها إلى المركز، إذ أنها ليس لديها ثقة سواء بالنظام أو بالروس وتُعلّق “تعوّدنا على غدرهم”.
“أم محمد” حكم على ابنها الشاب بعد تقرير كيدي، بالسجن لمدة أربع سنوات، بتهمة “الإرهاب” ليودع في أحد سجون النظام بالمحافظة (تحفظت على ذكر اسم السجن)، تقول لـ “تجمع أحرار حوران”: “علمت بموضوع الاستمارة عن طريق بعض الأشخاص، وتوجهت إلى مركز “وايت روز” ولكني عندما مسكت الاستمارة شعرت بالخوف، ربما يريدون شرّاً بابني، فمزقتها وعدت أدراجي”، لافتة إلى أنها توجهت للروس عند اعتقال ابنها في وقت سابق إلا أنهم لم يقدموا لها شيئًا.
وأكدت “أم محمد” أن العديد من الأهالي يتوجهون الآن لملئ الاستمارة، تعلق بالقول “الغريق بتعلّق بقشة”، إلا أنّها تعود لتقول “أنا أعلم مكان تواجد ابني، ربما لو العكس لكنت أول من ملأ الاستمارة”.
“إبرة بنج” لكنها لا تضر:
القيادي السابق في الجيش الحر، أدهم الكراد، اعتبر أن تلك الاستمارة مجرد “إبرة” لتخدير الشارع مُبديًا استغرابه من الروس الذين يبدون وكأنهم لا يعرفون أن سجون النظام تغص بالمعتقلين.
وقال الكراد في منشور على صفحته في “فيس بوك”: “نموذج استمارة لمن يريد الاستفسار عن ابنه وابيه واخته!!! استفسار وليس إفراج، وكالعادة يا ابو شحادة تخدير وبنج للجمهور، وكأن الروس لا يعلمون ان أبنائنا مغيبون في سجون سرية تحت أسماء وهمية وأرقام، هم مجرد أرقام بالنسبة للسجان.. مثال على ذلك سجن ميسلون السري في مدرسة ميسلون”.
شاهد.. مظاهرة في مدينة طفس غربي درعا تطالب المعتقلين في سجون النظام
بدوره، لم يجد الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، رشيد الحوراني، ضيرًا في ملئ تلك الاستمارة وتقديمها، إذ أنّ الروس أسهموا في الإفراج عن معتقلين “على قلّتهم”، وفقًا لتعبيره.
وقال الحوراني لـ “تجمع أحرار حوران” إن “الروس يتّبعون السياسة الناعمة في درعا، ولا يريدون المواجهة والتصعيد، لكن إن حصلت، لا يمانعون ذلك، بهدف إضعاف إيران وإرضاءاً لاسرائيل، وهذه الاستمارات خاصة بمعتقلين موجودين لدى النظام، والروس سيحاولون إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، بهدف التهدئة وامتصاص الغضب وردة الفعل الشعبية”.
وأكد “الحوراني” أنّ الروس نجحوا في إطلاق عدد من المعتقلين، لكن ليس بحجم ما تصوّره الأهالي وعوّلوا عليه.
ووثق تجمع أحرار حوران، خلال شهر أيّار الفائت، 35 حالة اعتقال نفّذتها مخابرات الأسد بحق أبناء محافظة درعا.
اقرأ المزيد.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر أيّار/مايو 2020