من أقسى ذكريات الحملة العسكرية على درعا.. يوم غدَرَ النظام بمدينة نوى
تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني
لم تكتمل الفرحة التي بدأت ترتسم ملامحها على الوجوه المنهكة لأهالي مدينة نوى بعودتهم لمنازلهم، يوم الأربعاء 18 تموز/ يوليو 2018، بعد تطمينات إبان المفاوضات بين نظام الأسد وفصائل المعارضة ووفود من الأهالي بضمانة روسية خلال الأيام الأخيرة من حملته العسكرية على محافظة درعا، حتى غدر النظام بهم وشهدت المدينة حينها يومًا داميًا بآلة القصف الأسدية التي خلّفت عشرات الشهداء والجرحى من نازحي نوى ومناطق أخرى من المحافظة.
قبل ذلك في مطلع الشهر ذاته (تموز 2018)، شهدت المدينة والمناطق المحيطة بها موجة نزوح كبيرة باتجاه قرى القنيطرة وحوض اليرموك، غرب درعا، المتاخمة للمناطق الحدودية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي حيث أقيمت الكثير من المخيمات العشوائية للنازحين من مختلف أنحاء محافظة درعا.
ومع وصول قوات الأسد والميليشيات الرديفة لها إلى أطراف مدينة نوى، خرج وفد من فصائل المعارضة المتبقية فيها للقاء ضباط من نظام الأسد ووافقوا أخيراً على الجلوس على طاولة التفاوض مع نظام الأسد والروس، لتنتشر حينها أخبار التوافق بين الطرفين بضمانة روسيّة ودعوات لعودة مهجري المدينة، فعاد، بناء على ذلك، عشرات الآلاف إليها من مهجري المدينة وغيرها من المدن والبلدات التي تهجّرت إثر الحملة العسكرية على المحافظة.
شاهد فيديو شيفرة سقوط الجنوب السوري والذي يتحدث عن أحداث سقوط مدينة نوى ومجزرتها
وامتلأت المدينة بأكثر من مئة ألف مدني خلال أقل من يوم فقط بعد صدور الإشاعة، لتغدر قوات الأسد بالمدينة قبل منتصف ليل الأربعاء وترميها بمئات القذائف والصواريخ وعشرات البراميل المتفجرة، مسفرة عن سقوط ١٨ شهيدا وحوالي ٤٠ جريحا بينهم أطفال ونساء وعائلة كاملة من نازحي بلدة النعيمة، وفق مراسل تجمع أحرار حوران هناك الذي شهد ذلك اليوم.
أجبرت تلك المجزرة المفجعة وفد نوى المفاوض على القبول بكافة شروط وبنود النظام التي وضعها في اتفاق التسوية، لتستلم قواته كافة النقاط العسكرية المحيطة بالمدينة في صباح يوم الخميس التالي، قبل أن تُنتشل أشلاء ضحايا المجزرة من تحت الأنقاض.