طلاب سوريون بآمال ضئيلة في التعليم الجامعي بعد الثانوية في الأردن
الطلاب السوريين اللاجئين في الأردن - صعوبات وتحدّيات
تجمع أحرار حوران – أيمن أبو نقطة
شهد امتحان الشهادة الثانوية العامة في الأردن (التوجيهي) لعام 2019/2020، نجاح عدد كبير من الطلاب السوريين اللاجئين في الأردن، وأبعد من ذلك تمكن العشرات من الطلاب السوريين في الأردن من إحراز معدلات عالية في شهادة “التوجيهي” لهذا العام، لكن المئات منهم مهددون بخطر عدم القدرة على التسجيل في مؤسسات التعليم العالي.
الطالبة بتول فوزي الموسى، من محافظة درعا، تمكنت من الحصول على العلامة التامة في الثانوية – الفرع العلمي. غير أن اجتياز بتول وغيرها من الطلاب السوريين في الأردن لتحدي امتحان الشهادة العامة وبجدارة، رغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها السوريين في بلاد اللجوء، خلق تحدٍّ جديد وهو تمكن هؤلاء الطلاب من الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي من جامعات او كليات أو معاهد متوسطة.
فرحة منقوصة:
أصبحت فرحة بتول بتفوّقها منقوصة، وكانت صدمتها كبيرة عندما أدركت بأن تحقيق حلمها في دراسة الطب البشري، سيكون أمراً صعباً سواء في الجامعات الحكومية الأردنية، أو في جامعات التعليم الموازي، حيث لا يُسمح للاجئين بالتنافس ضمن المقاعد الحكومية في المملكة، ومن جانب آخر لن تكون عائلة بتول قادرة على تغطية كلفة التعليم الجامعي الموازي نظرًا لتردي ظروفها الحياتية والمعيشية، الأمر الذي جعل حلم بتول في إتمام تعليمها الجامعي مرهون بالمنح المقدمة من المنظمات أو من جهات أخرى خاصة، والتي تغطي نفقات عدد محدود من الطلاب اللاجئين في الأردن.
منح محدودة وقد تتوقف..!
يحصل ما يقارب 20% من الطلاب السوريين اللاجئين في الأردن على منح مالية مقدمة من منظمات دولية أو تبرعات خاصة للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي كل عام، وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تعمل مع العديد من المنظمات والجامعات الموجودة في الأردن وخارجه، وتقدّم منحاً أكاديمية للاجئين السوريين”، فإنّ “أعداد هذه [المنظمات والجامعات] تتغيّر من سنة لأخرى، تبعاً لعدد المقاعد الجامعية والتمويل المتاحين”.
إلى جانب أن بعض هذه المنح لا تغطي أو لا تتكفل بتغطية تكاليف دراسات معينة مثل الطب وتخصصات الهندسة. ومن هذه المنح منحة “دافي” التي تستوعب عدداً محدوداً من الطلبة الراغبين في مواصلة تعليمهم العالي، لكن يبدو أنها لن تفتتح أبواب التسجيل فيها هذا العام لأسباب قد تكون متعلقة بنقص التمويل.
وكان مثلها منحة منظمة “كرم” التعليمية والتي توقفت عن تقديم المنح لعدد من الطلاب السوريين منذ أيّار/مايو 2019 بحجة انخفاض التبرعات والمنح المالية المقدمة للمنظمات الداعمة للاجئين السوريين، واكتفت بإكمال تعليم من تكفّلت بهم عام 2018 أو قبل ذلك.
وبالتالي فإن محدودية المنح المقدمة للطلاب السوريين في الاردن من جهة، وتوقف بعض المنظمات عن تقديم منح جديدة من جهة ثانية، سيخلق أزمة أو تحد صعب أمام العدد الكبير من الطلاب السوريين الذين اجتازوا امتحان الشهادة الثانوية العامة “التوجيهي” لعام 2019/2020 ، وسيضعهم أمام مصير مجهول.
في مهب الريح
خالد المحمد، من دمشق، لاجئ في الأردن مع عائلته منذ عام 2013، حصل على معدل وقدره 99.7% في امتحان التوجيهي لهذا العام، سيبحث عن منحة دراسية تقدمها إحدى المنظمات ليكمل دراسته الجامعية، ولكن خالد يعلم أن منحة كمنحة ” دافي ” أو “أيدو سيريا” لن تمكنه من دراسة طب الأسنان التي يرغبها، فهذه المنح لا تتكفل بأفرع كالطب والهندسة.
كما أن دخل عائلة “المحمد” المنخفض لن يساعده لدراسة ما يرغب في جامعات التعليم الموازي والتي تصل أقساطها إلى أكثر من 40 ألف دولار، يقول لـ”تجمع أحرار حوران”: “إن فرصة دراستي في التعليم الموازي أو في الجامعات الدولية معدومة تماماً، فوالدي يعيل عائلتنا المؤلفة من سبعة أشخاص وهو بالكاد يجد عملاً يلبي متطلباتنا الأساسية”.
ويتابع خالد: ” إن معاناتنا لا تتوقف عند صعوبة حصولنا على منح للدخول إلى مؤسسات التعليم العالي، بل تتعداها إلى أن تصبح رغباتنا في ممارسة المهن التي نحب في مهب الريح، فأنا وإن تمكنت من دراسة طب الإسنان فلن أتمكن من ممارسة هذه المهنة في الأردن بالعلن، لأن الحكومة الأردنية تمنع ممارسة مهنة كمهنة الطب من قبل اللاجئين”.
مناشدات
تناشد بتول الجمعيات والجهات الخيرية مساعدتها لدراسة الطب البشري، ويأمل خالد أن تنظر المنظمات والجهات المعنية بعين الإنسانية إلى الطلاب السوريين اللاجئين، وأن لا يتم إقصاء أحلامهم في دراسة ما يرغبون، فقط لأنهم لاجئين.
اقرأ أيضًا.. للمرة الأولى بالكويت.. طالب سوري من ريف درعا يحصل على معدل 100% بالثانوية العامة