المعتقلون.. قضية إنسانية ووطنية بامتياز ، والإفراج عنهم مسؤولية الجميع .!
درعا : الخميس / 31 آب 2017
أبو ربيع الحوراني – تجمع أحرار حوران
لم تعد قضية المعتقلين والمعتقلات في سجون الأسد قضية فردية وشخصية تؤلم المعتقل وأسرته وأهله والمقربين منه فحسب ، بل أصبحت قضية إنسانية ووطنية جامعة، نظراً للعلاقات الاجتماعية والأسرية المتشابكة بين شرائح المجتمع السوري، بالإضافة للأعداد الكبيرة من المعتقلين في سجون النظام والتي وصلت لأكثر من 300 ألف معتقل ومعتقلة، حسب بعض المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان .
إن مطالبة الجميع اليوم بالإفراج عن المعتقلين وتخليصهم من قبضة سجانيهم هو مطلب وطني محق، للوقوف إلى جانب قضيتهم العادلة، والكشف عن مصير الكثير من زملائهم الذين اعتقلوا منذ سنوات من قبل أجهزة أمن النظام ولم يعرف مصيرهم حتى اللحظة .
وهذا يتطلب المزيد من الجهد والمتابعة والاهتمام من قبل الناشطين الإعلاميين والحقوقيين وكل الجهات المعنية بهذا الأمر، من أجل تحريك هذا الملف وإبقائه مفتوحاً على مصراعيه لنقل الصورة الحقيقية لما جرى ويجري بحق المعتقلين في السجون ، و لوضع الرأي العام الدولي والعالمي وكل الهيئات والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أمام مسؤولياتهم بغية المساعدة على استصدار قرار أممي ملزم يجبر نظام الأسد على إطلاق سراحهم والإفراج عنهم وبيان وضع المفقودين منهم في غياهب السجون .
ومن هنا يجب تسليط الضوء والتركيز على مايحري داخل سجون الأسد من عمليات تعذيب وتنكيل ممنهج بشتى وأقسى الطرق المبتكرة، والتي يصل فيها المعتقل معلقاً ما بين الحياة والموت من أجل أن يشفي السجان غريزته المشبعة بالحقد والإجرام من أشخاص عزّل لم تعد تقوى أجسادهم على الحراك أو المقاومة من شدة التعذيب .
وقد يكون الموت في السجون مطلباً للكثير من المعتقلين الذين يتمنونه في كل لحظة، ويرون فيه أسرع طريق “للسعادة” لكنهم لا يجدوه لأن غرائز سجانيهم المتعطشة للدماء والتلذذ بالتعذيب لم ترتوِ بعد، ولايريدون لضحاياهم الراحة الأبدية حتى وإن كان ذلك عن طريق موتهم .!
كثيرة هي الروايات التي تقشعر لها الأبدان، وتدمع لها العيون، وكثيرة هي الأرواح التي صعدت إلى السماء وعلى أجساد أصحابها بصمات سجانيهم القتلة، وآثار تعذيبهم المبرح من السياط والصعق بالكهرباء، وتقطيع الأعضاء، وكل الأدوات الحادة المخصصة لهذه المهمة القذرة وغيرها الكثير من أنواع التعذيب الممنهج بما فيها التعذيب النفسي، بالإضافة للكثير من حالات التحرش والاغتصاب التي تعرضت لها المعتقلات داخل السجون من قبل “أكابر” الشبيحة والمجرمين، كل ذلك يجري تحت سقف “القانون المفتوح” الذي يصنعه السجان لنفسه ليمارس من خلاله سلوكه الحيواني الذي لا ينتمي إلى الآدمية بشيء .!
لم تعد سجون ومعتقلات النظام سوى قلاع ظلم وبطش، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، هذه السجون التي يمارس فيها كل أنواع الظلم والقهر والعذاب ، حيث تستباح فيها كرامة الإنسان من قبل من لا كرامة له ، وهي أشبه بالمقابر المفتوحة حُكم على أصحابها سلفاً إما بالموت البطيء تحت التعذيب أو تصفيتهم بدم بارد دون محاكمة ، فكثيرون هم من دخلوا السجون بهيئة رجال ثم تحولوا بعدها إلى أشباح ومن ثم إلى أرقام وجثث ، وما تبقى بداخلها هم شهداء أحياء ينتظرون دورهم المحتوم إذا لم يتم التحرك السريع والعمل الجاد لإنقاذهم قبل فوات الأوان .
الحرية كل الحرية لكم أيها المعتقلون والقابعون ظلماً خلف الشمس ، فأنتم وحدكم من ذاق طعم الألم في سراديب الظلمة ، وأنتم وحدكم من يعرف معنى الحرية ، فإن استطاع السجان قطف بعض الزهور لكنه لن يتمكن من إيقاف زحف الربيع ..
وشمسكم أيها الأحرار لابدَّ ساطعة.