كيف اغتال نظام الأسد قادة درعا؟
تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني
أثارت عملية الاغتيال التي تعرّض لها قادة درعا، يوم الأربعاء 14 من تشرين الأول 2020، ومن أبرزهم القيادي السابق في الجيش الحر “أدهم الكراد” الملقب (أبو قصي صواريخ) الكثير من التساؤلات حول كيفية حدوثها ومن يقف خلفها؟
بدوره قاطع “تجمع أحرار حوران” الكثير من المعلومات من مصادر مختلفة بما يخص الحادثة وتوصّل فيها لتفاصيل عملية الاغتيال ومنفذيها ومن يقف خلفهم.
وحصلت عملية الاغتيال على الأوتوستراد الدولي “دمشق – درعا” قرب مفرق قرية تبنة الواقعة شمال درعا والقريبة من مدينة الصنمين، وذلك أثناء عودة المغدورين من العاصمة دمشق، بعد الانتهاء من اجتماع فيها مع مسؤولين في نظام الأسد لمطالبتهم بالإفراج عن المعتقلين وتسليم جثامين شهداء معركة تحرير الكتيبة المهجورة لأهلهم، التي حدثت في العام 2016.
اقرأ المزيد.. بعد محاولات فاشلة.. نظام الأسد يغتال أدهم الكراد
وبحسب شاهد على حادثة الاغتيال، فإن مركبة مغلقة من نوع “فان” أبيض اللون طاردت سيارة الكراد ومن برفقته وحاولت إيقافهم لكن حصلت مقاومة من قبل المغدورين قبل أن تنحرف بهم السيارة عن الطريق مع وصول “فان” آخر أسود اللون بداخله مجموعة مسلحين قاموا بإطلاق النار على القادة بالأسلحة الرشاشة حتى أجهزوا عليهم ومن ثم أحرقوا بهم سيارتهم.
ورغم فظاعة العملية إلّا أنّه بقي الكراد لوحده على قيد الحياة إلى حين وصول المسعفين لمكان الحادثة وأسعفوه منفرداً إلى مستشفى ازرع الوطني، وهناك فارق الحياة، وهو ما دارت حوله الشكوك والاتهامات بأنّ نظام الأسد المسؤول عن تصفيته في المستشفى بإيعاز من رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا العميد “لؤي العلي” المتهم بتدبير عملية الاغتيال كاملة.
هذه الاتهامات عزّزت بكثير من المعلومات حول منفذي العملية، حيث أن الشاهد على الحادثة أفاد إنّ “الفان” الأبيض معروف في المنطقة بأنه يعود لفرع الأمن العسكري.
مصدر آخر من مدينة الصنمين أكد لـ”تجمع أحرار حوران”، إن “الفان الأسود” الذي شارك بعملية اغتيال الكراد ورفاقه وصل لمقر فرع الأمن العسكري في المدينة بعد ساعة من توقيت حدوثها، ورجّح ضلوع اللجان المحليّة التابعة للأمن العسكري في الصنمين بتنفيذ عملية الاغتيال.
وأضاف المصدر أن سيارة من نوع “هايلوكس” خرجت من فرع الأمن العسكري في مدينة الصنمين قرابة الساعة الثانية ظهراً من يوم الأربعاء، وتوجهت نحو مفرق تبنة قبل حدوث عملية الاغتيال هناك.
لذا فإن كل الدلائل والمعلومات تشير إلى تورّط فرع الأمن العسكري في عملية اغتيال قادة درعا من بينهم اثنين من أعضاء اللجنة المركزية الذين كانوا برفقة الكراد، وكون رئيس الفرع العميد “لؤي العلي” على دراية بخروجهم من درعا وعودتهم إليها، إضافة لكون المنطقة التي حدثت فيها العملية لم يسبق أن سيطرت عليها فصائل معارضة وتنتشر فيها وبقربها حواجز ومقار لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية.
شاهد.. أدهم الكراد يحذر النظام من استمرار حملته العسكرية على الصنمين
“الكراد” يرحل بعد ثلاثة أسابيع من آخر خطاب ألقاه خلال وقفة احتجاجية نظمها أهالي درعا البلد، اتهم فيه بشكل صريح وقوف الأجهزة الأمنيّة التابعة لنظام الأسد خلف عمليات الاغتيال والخطف والفلتان الأمني الحاصل في المحافظة ومطالبًا بخروج الجيش من مدينة درعا، ومتهماً نظام الأسد وحليفته روسيا بالإخلال بالاتفاقات واستمرار المضايقات بحق أبناء درعا.
علمًا أن هذه المرة الأولى التي يخرج فيها الكراد من محافظة درعا منذ إجراء التسوية في تموز 2018، وقلّما يخرج حتى من أحياء درعا البلد حيث يقطن ويواصل مشاركته بكافة الاحتجاجات ضد نظام الأسد والتعبير عن آرائه بشكل واضح عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقُتل في عملية الاغتيال “أدهم الكراد” الذي كان يشغل منصب قائد فوج الهندسة والصواريخ سابقًا مع قريبه “راتب أحمد الكراد” الذي كان يعمل معه ضمن ذات الفصيل، والقيادي السابق في لواء أحفاد الرسول “أحمد فيصل محاميد” (أبو طه) وعضو في اللجنة المركزية بعد إجرائه للتسوية، و”محمد نجاح دغيم” (أبو عبيدة) قيادي سابق في الجيش الحر وعضو في اللجنة المركزية بعد إجراء التسوية، إضافة للمدني “عدنان محمود المسالمة” (أبو محمود) صديق مقرب من أدهم الكراد.
وتعدّ هذه العملية واحدة من أكبر عمليات الاستهداف لقادة سابقين في الجيش الحر في محافظة درعا، سبقها حادثة استهداف قادة في اللجان المركزية مع عناصرهم في ريف درعا الغربي، يوم الأربعاء 27 أيّار الماضي، وأسفر حينها عن إصابة القيادي السابق أبو مرشد البردان من مدينة طفس وإصابة اثنين آخرين معه ومقتل ثلاثة من مرافقيه.