من جديد.. موجة كورونا تجتاح درعا وريفها
وفيات بالعشرات.. واستهتار واضح في معظم المدن والبلدات
تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
اجتاحت موجة جديدة من فايروس كورونا درعا مع دخول المحافظة فصل الشتاء واختلاط الأعراض على المصابين بين الكوفيد والأمراض الأخرى التي تحمل ذات الأعراض، في ظل الإهمال الواضح من الجهات المسؤولة عن مكافحة الفايروس.
وفيات وإصابات جديدة:
19 وفاة جديدة في محافظة درعا إضافة إلى مئات المصابين هي الحصيلة الأولية للحالات الجديدة التي أصيبت ضمن الموجة الثانية للفايروس، والتي وصفها أطباء بأنها أقوى وأخطر من الموجة الأولى التي ضربت المحافظة مع بداية انتشار الفايروس.
وأكد مصدر مطلع في محافظة درعا لتجمع أحرار حوران أن “المساحة الجغرافية للفايروس تتوسع يومياً، والوفيات لم تنحصر في بلدة واحدة بل توزعت على : 6 وفيات في مدينة جاسم، 5 وفيات في الكرك الشرقي، 5 وفيات في الغارية للشرقية، وحالتي وفاة في بلدة إبطع، وحالة وفاة في مدينة الحارّة، وذلك خلال الأيام القليلة الماضية”.
ونوّه المصدر إلى وجود مئات الإصابات في مختلف قرى وبلدات حوران، تعافى بعضها والبعض الآخر مازالت إصابتهم نشطة ويتجولون بين الناس دون الالتزام بالحجر الصحي المنزلي المفروض تنفيذه للحد من انتشار الوباء.
وقال مصدر طبي من بلدة معربة شرق درعا إن البلدة على غرار مناطق درعا، وصلت حصيلة الإصابات فيها إلى حدود الـ 100 إصابة، دون تسجيل وفيات حتى اللحظة، ولكن الأمر سيزداد سوءاً في الأيام القادمة إذا لم يتم تدارك الموجة من الجهات المعنية.
الأسباب ودور النظام:
عن الأسباب عوّل المصدر الطبي في حديثه لتجمع أحرار الحوران أن “اللوم الأكبر يقع على عاتق الحكومة التي لم تحرك ساكناً لحماية مواطنيها من هذا الوباء، ولم تقم بتجهيز المشافي بما يجب، ولم تقم أيضاً بتوفير مراكز حجر صحي ذات معايير صحية، بل تركت الحجر الصحي يقع على عاتق المريض ذاته، بحيث يحجر نفسه بنفسه.”
ولم يحرك النظام ساكناً لتعزيز الكوادر الصحية في المشافي الحكومية، التي تعاني من نقص كبير في الأطباء والممرضين، حيث لا يوجد أطباء مناوبين في ساعات الليل حتى الصباح في بعض المشافي، وغالباً ما يتم تحويل المرضى إلى العيادات الخاصّة لعدم وجود أي شيء يقومون بعمله وفق وصفهم وبحسب ذات المصدر.
وأضاف المصدر أن “قلة الوعي لدى الناس أيضاً هي من أهم أسباب انتشار الوباء في المحافظة، إضافة إلى عدم التزامهم بمبدأ التباعد الاجتماعي، والحجر الصحي لأنفسهم في المنازل، والذي يحد بشكل كبير من انتشار الفايروس، ناهيك عن إقامة حفلات الأعراس الضخمة، ودواوين العزاء المستمرة حتى الآن”.
أما في مدينة جاسم تحديدًا، صرح الشاب أحمد الجباوي – اسم مستعار- لتجمع أحرار حوران أن الوباء انتشر في المدينة بسبب اجتماعات رئيس لجنة المصالحة في مدينة جاسم مع عناصر من نظام الأسد، حيث كانت حالات الإصابات الأولى المسجلة في المدينة له ولأفراد أسرته، ومنهم توسعت الدائرة إلى المدينة”.
سياسة الكتمان:
وما يزال نظام الأسد يمارس سياسة الكتمان على أخبار وتقارير انتشار الوباء في المحافظات السورية، وذلك لتوهيم المواطنين بسيطرته على الفايروس وليثبت لهم ادعاءاته بقوة نظامه الصحي، وخشية فقد السيطرة على الوسط الاجتماعي في سوريا.
وقال ناشط سوري في حديثه لتجمع أحرار حوران إن “النظام يحاول تغطية الصورة عن نظامه الصحي المتهالك، والذي يثبت فشله يوماً تلو الآخر كما معظم الوزارات السورية، ويحاول ترغيب المواطنين بنظامه، حيث إنه يعتبر نفسه من الدول القليلة التي استطاعت السيطرة على الوباء كما يزعم”.
وتستمر وزارة الصحة السورية بنشر إحصائيات “كاذبة” عبر صفحة مكتبها الإعلامي في فيسبوك، حيث وثقت الصفحة يوم أمس 82 إصابة جديدة في مختلف المحافظات السورية، وشفاء 56 حالة، إضافة إلى 4 حالات وفاة.
وأعلنت الوزارة يوم أمس عن حالة وفاة واحدة في محافظة درعا، و6 إصابات جديدة، إضافة إلى 4 حالات شفاء، مما أثبت لدى الناشطين في المحافظة مدى التعتيم الذي تمارسه وزارة الأسد الصحية للتغطية على عجزها.