في ذكرى استشهاده.. نقطة من بحر عطاء الإعلامي “عمار الكامل”
من آخر كلماته "نعاهد الله والوطن على متابعة الطريق"
تجمع أحرار حوران – أبو محمود الحوراني
يصادف العاشر من كانون الثاني/يناير ذكرى استشهاد الإعلامي “عمار بشير الكامل” أثناء تغطيته الإعلامية للمواجهات بين الثوار وقوات الأسد على أطراف بلدة خربة غزالة في ريف درعا الشرقي.
والكامل من بلدة غصم، من مواليد 1992، قضى في 10 كانون الثاني 2017 مع مقاتلين اثنين من الجيش الحر إثر استهدافهم بصاروخ حراري من قبل قوات الأسد التي كانت تحتل بلدة خربة غزالة في تلك الفترة.
شارك عمار في الثورة السورية منذ بدايتها، ولم يغب عن أي مظاهرة في مدينة درعا البلد أو ريفها، وتعرّض للاعتقال من قبل جهاز الأمن العسكري في أواخر عام 2012 مما حال دون تحقيق حلمه بإكمال تعليمه الجامعي والذي من المفترض أن يكون طالباً في قسم اللغة الإنكليزية.
وكان من أوائل الذين حملوا السلاح حيث رافق المنشقين وشكلوا معًا أولى كتائب الجيش السوري الحر في محافظة درعا كتيبة خيالة الزيدي آنذاك وخاض العديد من معارك التحرير أهمها معركة تحرير كتيبة السهوة والسرايا الحدودية، كما شارك في تحرير مدينتي الشيخ مسكين وبصرى الشام.
عندما وجد عمار ما لسلاح الكلمة من تأثير قد يوازي بقوته زئير الرصاص آثر العمل كناشط إعلامي لتوثيق جرائم النظام، وعمل مراسلاً لقناة الجسر الفضائية، ومراسلاً لتجمع أحرار حوران، وكان له مساهمة فاعلة في تنظيم عروض “مهرجان سوريا لأفلام الموبايل” على مدرّج مدينة بصرى الشام الذي انطلق عام 2015.
“كان عمار يحضر لزواجه، حيث اشترى مستلزمات الزواج المتعارف عليها في المنطقة، كغرفة النوم وتجهيز شقة الزواج، وخلال ذهابه إلى تأدية واجبه الإعلامي، كان أهلي في ضيافة عائلة، بقصد خطبة إحدى فتياتها، ووصلهم نبأ استشهاد عمار، وهم هناك”، بحسب شقيقه.
وأعد الكامل عشرات التقارير الصحفية، المكتوبة والمرئية، التي تنقل معاناة الأهالي في الجنوب السوري، وتوثق الأحداث الميدانية والانتهاكات التي يتعرّض لها المدنيّون في درعا.
يُذكر أن آخر تقرير لـ “تجمع أحرار حوران” كان قد أعده الإعلامي عمار الكامل، وختم حديثه فيه “نعاهد الله والوطن ودماء الشهداء على متابعة الطريق، والعمل بكل جد وإخلاص ومهما كلفنا ذلك من تضحيات؛ حتى زوال الظلم ونيل الحرية.. ستبقى كلمتنا الحرة هي سلاحنا الأمضى، وسنبقى على العهد والوعد ماضين”.
وسجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران استشهاد 142 من الناشطين والإعلاميين في محافظة درعا، منذ انطلاق الثورة السورية، معظمهم قضوا برصاص وقصف قوات الأسد، بينما ارتقى العشرات خلال تغطيتهم الإعلامية لسير المعارك بين الثوار وقوات الأسد.