جهود روسيّة جنوبي سوريا لتهيئة أجواء انتخابيّة رئاسية لصالح الأسد!
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
بدأت روسيا بالتحرك فعليًا منذ بداية العام الجاري لأجل توفير بيئة مناسبة لتنظيم الانتخابات الرئاسية لصالح رأس النظام الحالي بشار الأسد، خصوصًا في الجنوب السوري الذي شهد عدة اجتماعات أجرتها وفود روسيّة في مناطق متفرقة بمحافظتي درعا والقنيطرة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية.
أفاد مصدر خاص لتجمع أحرار حوران، إنّ روسيا أرسلت وفدًا عسكريًا من موسكو إلى سوريا من أبرز وجوهه لواء وآخر برتبة عميد من الجيش الروسي، لتنفيذ مهمة خاصة، تتجلى بتهدئة المناطق التي تشهد تحركات مناهضة لبشار الأسد وخلق جو من الاستقرار لتضمن نجاح الانتخابات الرئاسية لصالح بشار الأسد.
وأضاف المصدر إنّ الوفد الروسي عقد عدة اجتماعات مع أعضاء اللجان المركزية في ريف درعا، ولجنة “درعا البلد” المركزية وطلبت منهم تهدئة الأوضاع الأمنيّة، وتأمين بيئة مناسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة، مقابل وعود بإدخال مساعدات إغاثية وإخراج أعداد كبيرة من المعتقلين، بالإضافة لتسريح مجندين من أبناء درعا الذين تم الاحتفاظ بهم لسنوات عديدة في خدمة العلم.
أكد أحد أعضاء اللجنة المركزية، الذي رفض الكشف عن اسمه، وهو ممن حضروا الاجتماع، “أنّ الاجتماع حصل في البانوراما بمدينة درعا، وطلب الوفد الروسي من أعضاء اللجنة بإيقاف خروج المظاهرات ضد بشار الأسد قبل موعد الانتخابات، إلى جانب الحفاظ على الأمن في المحافظة”.
وبحسب المصدر فإن أعضاء اللجنة المركزية رفضوا طلب الوفد الروسي بإدخال المساعدات الإغاثية إلى مدينة طفس ودرعا البلد مقابل تنفيذ الطلب الروسي، كما أكدوا للوفد أنّ التوترات الأمنية التي تعيشها المنطقة هي من صنيعة بشار الأسد وإيران.
وفي ريف درعا الشمالي أجرى الوفد الروسي اجتماعاً مع أعضاء من اللجنة المركزية في نادي الضباط بالقرب من بلدة كناكر التي شهدت في الآونة الأخيرة توترات أمنيّة بين أهالي البلدة وقوات الأسد، وطالب الوفد الروسي من أعضاء اللجنة بضرورة تأمين البلدة أمنياً، وذلك لتسيير العملية الانتخابية، مقابل الإفراج عن ما تبقى من معتقلين من أبناء البلدة.
وكتب “صهيب الرحيل” – أحد أبناء بلدة كناكر- على صفحته الشخصية على “فيس بوك” معلقاً على مطالب الروس “مختصر رسائل روسيا الأخيرة لأهالي الجنوب السوري بكلمتين: انتخبوا بشار لولاية جديدة مقابل إخراج بعض من بقي حيّاً من أبنائكم المعتقلين، وعدم عرقلة سير الانتخابات، وفوقهن شوية معونات غذائية كجائزة ترضية.”
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية سابقاً، رفضها للانتخابات التي يُحضّر لها الأسد والروس معه، ويتوافق هذا الموقف مع الاتحاد الأوروبي الذي أعلن في كانون الثاني الماضي، على لسان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إن “الانتخابات ذات المغزى في سوريا، هي فقط تلك التي تُجرى على أساس دستور سوري جديد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
وهذا ما جعل روسيا ترسل وفدًا عسكريًا إلى المناطق التي تشهد توترات أمنية بين قوات الأسد والأهالي، لا سيما في ريفي درعا الغربي والشرقي ودرعا البلد وبلدة كناكر، وتطالب بتهدئة الأوضاع الأمنية ورسم صورة عنوانها “الاستقرار” وهي رسالة إلى المجتمع الدولي الذي يرفض الاعتراف بالانتخابات الرئاسية المقبلة ويطالب بعدم شرعتنها.