نظام الأسد يتخلّص من معارضيه بتسميمهم في محافظة درعا
تجمع أحرار حوران – أبو محمود الحوراني
توفي صباح اليوم الأربعاء 27 كانون الثاني، القيادي السابق في جبهة ثوار سوريا التابعة للجيش الحر، محمد معاوية الزعبي، الملقب “قيسم” من بلدة اليادودة غربي درعا، في مشفى الرحمة بدرعا، بعد صراعه مع مرض سببه جرثومة نتيجة التسمم.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران إنّ الزعبي توفي بعد معاناة استمرّت لخمسة أشهر مع مرض سببه جرثومة ناجمة عن تسمم متعمّد من قبل ضباط النظام خلال فترة اعتقاله لدى مكتب أمن الفرقة الرابعة بريف دمشق، وفرع الـ 215 بدمشق”.
وأفرج نظام الأسد عن الزعبي في 30 آب/أغسطس 2020 بعد دفع ذويه مبلغ مالي كبير لضباط النظام ليمضي تسعة أشهر في المعتقل، حيث اعتُقل في 1 كانون الأول 2019 عند حاجز القوس على مدخل ضاحية درعا وذلك عن طريق استدراجه من قبل الفرقة الرابعة، بحسب مراسلنا.
سُمّمَ قبل خروجه من المعتقل بيوم واحد
مصدر مقرّب من الزعبي قال لتجمع أحرار حوران إنّ “ضباط النظام وضعوا له السم في كأس من الشاي قبل خروجه من المعتقل بيوم واحد، وأخبروه بأنّ إطلاق سراحه سيكون في اليوم التالي”، مشيرًا إلى أنّ الزعبي لم يكن يعاني من أية أعراض في اليوم الذي أُطلق فيه سراحه.
بدأت الأعراض تتضح في اليوم الثاني على الزعبي، ليشعر بآلام حادّة في المعدة أسعف على إثرها إلى المشفى، وأجرى عدة عمليات لتغيير الدم دون جدوى نتيجة لانتشار التسمم في كامل جسده، ثم تلفت الرئتين وأمضى أيامًا طويلة بحالة من الغيبوبة، بحسب المصدر.
وأوضح مراسلنا أنّ الزعبي انضم للفرقة الرابعة عقب إجرائه التسوية وبقي مع مجموعته ضمن بلدة اليادودة دون أن يُشارك في الأعمال العسكرية إلى جانب قوات الأسد، إذ أنه سبق ورفض الخروج والقتال إلى جانب النظام في معاركه بالشمال السوري.
الزعبي ليس الأول
وكان القاضي السابق في محكمة دار العدل، سامر عبدو مساد، من بيت آره غربي درعا، توفي في 25 آذار 2020 بعد غيبوبة دامت لأكثر من أسبوعين إثر تسمم انتشر بدمه، وُضع له من قبل رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا، العميد لؤي العلي.
وشغل مساد عدة مناصب عسكرية في فصيل حركة أحرار الشام في المنطقة الغربية بدرعا، وعقب إجرائه التسوية تسلّم بطاقات من قبل فرع الأمن العسكري لمجموعته التي بقيت ضمن منطقة حوض اليرموك دون أن تشارك في الأعمال العسكرية والأمنية لصالح النظام.
مفلح الكناني، قيادي سابق في جبهة ثوار سوريا التابعة للجيش الحر، انضم مع مجموعته إلى الفرقة الرابعة عقب التسويات، واتخذ من مركز الطلائع في بلدة المزيريب مقراً له، تعرّض لمحاولة قتل عبر دس السم له في زجاجة عصير في مطلع شهر أيّار 2019 من قبل مكتب أمن الفرقة الرابعة أثناء وجوده في مكتب المقدم محمد العيسى في حي الضاحية بدرعا.
وبعد ساعات من ذلك أُسعف الكناني إلى مشفى الأسد الجامعي في العاصمة دمشق بعد آلام حادة بالمعدة انتشرت لاحقاً إلى كامل جسده نتيجة لانتشار مادة “الزرنيخ القاتلة في أنحاء جسده”، ما استدعى الكادر الطبي إجراء عمليات تغيير الدم لأربع مرات، ومن ثم طلب الأطباء من الكناني استكمال علاجه في المنزل، بحسب مصدر محلي.
ونتيجة لذلك، ضرب السم الجملة العصبية لدى الكناني، ما أدى لإصابته بالشلل التام في أطرافه، وتساقط شعره، وانخفاض مستوى الرؤية، وصعوبة النطق.
وقال الكناني في تصريح صحفي إنّ سبب محاولة قتله يرجع لمواقفه المعارضة لانتشار قوات الأسد في المنطقة، والذي يخالف اتفاق التسوية الموقّع في تموز 2018، إذ يسعى نظام الأسد بحسب الكناني إلى “القضاء على الفاعلين في المنطقة، بحيث يتم استئصال أي فكر أو نبض ثوري ضد نظام الأسد وميليشياته في المنطقة، وخاصة من يجدون لديه أنصاراً من الشباب والمقاتلين السابقين”.
الكناني من مكان إقامته في أربيل بالعراق، اتهم نظام الأسد بالسعي إلى “تفريق الثوار وتشتيتهم عن طريق اغتيال القادة، وتوزيع العناصر وزجهم على جبهات الشمال السوري”.
وفي حادثة مشابهة، تعرض العنصر السابق في الجيش الحر يامن مناجرة إلى محاولة اغتيال عبر حقنه بمادة سامة أثناء فترة اعتقاله من قبل مكتب أمن الفرقة الرابعة في كانون الأول 2019، تسببت في إصابته بـ”اعتلال أعصاب شبه دائم”.
في التاسع من آب 2019 توفي محمد عبد المجيد اللباد الملقب بـ (عنتر) بعد معاناته من آلام مختلفة بجسده تبعها شلل بجميع أطرافه لأكثر من أسبوعين، منذ أن استُدعي إلى مكتب الرائد بشار في الأمن العسكري بمدينة الصنمين.
وكان تعرّض القيادي “ماهر اللباد”، الملقب بـ(أبو الليل) لحادثة مشابهة للتي حدثت لعنتر، من خلال وضع السم له في الشاي بمكتب الرائد بشار، لكنّ أبو الليل تدارك الأمر وتقيأ في المكتب قبل أن يخرج من الفرع، وبقي يعاني من آلام شديدة وانتفاخات متفرقة بأطرافه.
وفي بصر الحرير شرقي درعا، توفي القيادي السابق لفرقة عامود حوران التابعة للجيش الحر، محمد محمود اليونس العليان الحريري، في 11 حزيران 2019، على خلفية حقن دمه بجرثومة سببت له مشاكل دماغية وشلّت كافة أطرافه.
وعانى الحريري حينها من الشلل بعد زيارته مشفى درعا الوطني لمعالجة مرض حصى الكلى، وحقنه الممرضون هناك بإبر لم تعرف ما هي، لكن مرافقوه اعتقدوا أنّها مسكن للآلام حينها، إلى أن شخّص الأطباء في مشفى المجتهد بدمشق حمله لجرثومة بالدم.
وتشير أصابع الاتهام، بحسب ناشطين محليين وذوي المقتولين، لوقوف نظام الأسد ومليشيا حزب الله اللبناني خلف عمليات تسميم وقتل معارضيهم في المحافظة، خاصةً أنّ أبرزهم كانوا ممن شاركوا في العديد من العمليات وقادوا المعارك ضد جيشه في المحافظة.