بالاعترافات.. عضو في مجلس الشعب يقود خلية اغتيالات شمالي درعا
يخططون لعمليات جديدة.. الكشف عن مسؤولي اغتيالات منطقة الجيدور بدرعا
تجمع أحرار حوران
إعداد: عامر الحوراني / أبو محمود الحوراني
استدعى عضو مجلس الشعب السوري، فاروق الحمّادي، المنحدر من مدينة انخل الواقعة شمالي درعا، أحد أبناء مدينة جاسم إلى العاصمة دمشق لتكليفه بمهمة أمنيّة تستهدف بعض الشخصيات المعروفة بمواقفها الثورية وجهودها بمواجهة المشاريع الإيرانية والأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد.
وصرّح الشاب الذي استدعاه الحمادي للعاصمة دمشق، بأنّ الحمادي التقى به في منطقة صحنايا بريف دمشق، ثم توجها معاً إلى حي المهاجرين في العاصمة دمشق، وهناك كان ينتظرهم ضابط رفيع المستوى من الفرقة الرابعة، ومعه المدعو فايز الجاموس من مدينة دوما وقيادي سابق في فصيل جيش الأمة في الغوطة الشرقية، بالإضافة لمازن حميدة ويعتقد أنه يتولى منصب رئيس خلية الأزمة.
وأوضح الشاب، أن النقاش دارَ في الاجتماع حول وضع منطقة الجيدور بريف درعا الشمالي بشكل خاص وحوران عامّة، وبعدها تكلموا حول الشخصيات الثورية في المنطقة ومدينة جاسم تحديدًا، ثم طلبوا مني قتل اثنين من أصحاب الأسماء التي تم طرحها في الاجتماع.
وبحسب مصدر مطّلع على اعترافات الشاب، فإنّ الشخصية الأولى التي طلبوا منه قتلها هو الشيخ عبد الله إسماعيل الحلقي الملقب بـ “أبو عاصم”، وهو عضو سابق في الهيئة الشرعيّة والمجلس المحلي في مدينة جاسم أثناء فترة سيطرة فصائل الجيش الحر عليها.
ومن جهته رفض الشاب القيام بهذه العملية بحجة بُعد منزله عن الحي الذي يسكن فيه الحلقي.
أمّا الشخص الآخر فهو وائل خليل الجلم، المعروف بـ”وائل الغبيني” وهو أحد العناصر السابقين في لواء فرسان الأبابيل التابع للجيش الحر، وقاموا بعرض عدة طرق لقتل الغبيني، منها تقديم دراجة نارية مفخخة أو جرة غاز مفخخة، أو عن طريق تقديم بندقية كلاشنكوف مطلية بمادة “الزرنيخ” المركّز القاتل، والذي يؤدي لمقتل من يلمسها.
وأضاف المصدر لتجمع أحرار حوران، أنّ هناك العديد من الطرق الأخرى التي عرضوها على الشاب، وأخبروه أنهم سيوفّرون كل ما يحتاجه لتنفيذ العملية، أو أن يقدموا له منوّم ليستطيع تسليم الغبيني لهم نائمًا، لكن الشاب اقترح فكرة قتله عبر عبوة ناسفة، وطلب أن يوفروها له وهنا ارتسمت ملامح السرور على وجوه الحاضرين، وفق حديث الشاب.
وافق ضبّاط النظام الحاضرين على فكرة العملية وأخبروا الشاب أن يستلم العبوة من خلال مفرزة الأمن العسكري في مدينة نوى غربي درعا، وهناك تسلّم الشاب العبوة الناسفة بصندوق خضار كما خططوا، لكنه ذهب بها إلى ثوار مدينة جاسم وأعضاء لجنتها المركزية ليتم إبطال مفعولها وكشف خطة النظام.
ومن خلال متابعة تجمع أحرار حوران مع مصادره الخاصّة في جاسم، كشف أحدهم أنّ المدعو فايز الجاموس الذي يعمل لصالح نظام الأسد، والذي ساهم بإدخال مفخخات إلى مدينة دوما ودبّر عمليات الاغتيال فيها مسبقًا، وصل إلى مدينة جاسم خلال الأيام القليلة الماضية، واستقبله فيها المدعو “سليمان محمد الحاج علي” وهو أحد عملاء النظام في المدينة، والذي أمّن بدوره للجاموس منزل “عدنان إسماعيل الحاج علي” ليقيم فيه بهدف التخطيط لاغتيال الشيخ أبو عاصم الحلقي.
ويشاركهم في تنفيذ هذه العمليات صدام أحمد إسماعيل الحلقي، الملقب بـ”صدام الصبحية”، الذي تكلّف بمهمة رصد وزرع العبوات للشيخ أبو عاصم في مدينة جاسم بمساعدة بعض العملاء لنظام الأسد فيها، بحسب المعلومات التي حصل عليها تجمع أحرار حوران من ثوار المدينة.
وفي السياق، استطاع ثوار جاسم وبإدارة اللجنة المركزية من تفكيك معظم العبوات التي زرعها عملاء النظام للشيخ أبو عاصم الحلقي في المدينة، بينما انفجرت عبوتين، يوم الجمعة 22 كانون الثاني/يناير الجاري، أمام منزل أبو عاصم ما أسفر عن وقوع إصابتين في صفوف المدنيين.
اقرأ أيضًا.. “الاغتيالات في درعا” عمليات ممنهجة تحصد أبناء المحافظة.. فمن المسؤول؟
اقرأ المزيد.. من المسؤول عن الاغتيالات في درعا؟
مسؤولو عمليات الاغتيال في منطقة الجيدور:
فاروق قاسم الحمّادي، من مدينة انخل بريف درعا الشمالي، هو عضو في مجلس الشعب التابع لنظام الأسد، سبق أن عمل في تجارة المخدرات مع ضباط نظام الأسد، وهو أحد عملاء النظام حيث ساهم بالتعاون مع شخصيات في منطقة الجيدور بتسليمها للنظام في صيف العام 2018 وعمل بعدها في تجنيد شبان المنطقة في صفوف ميليشيا حزب الله اللبناني، كما يعمل على جمع معلومات عن شخصيات ثورية في محافظة درعا بهدف تتبعها والتخلّص منها بالتنسيق مع خلايا تنظيم داعش وحزب الله والأمن العسكري في المنطقة.
أمّا المدعو سليمان محمد الحاج علي، من مدينة جاسم، يُعتبر المسؤول الأول عن حزب الله في مدينة جاسم، ومتعاون مع فرع الأمن العسكري منذ زمن طويل، حيث سبق أن أعطى إحداثيات عن تجمعات عسكرية ومدنية لنظام الأسد الذي أرسل طائرات مروحية وقصفت مبنى بلدية جاسم ومبنى ذيبان الحاج علي في تاريخ 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، ما أسفر عن ارتقاء 30 شهيد في صفوف المدنيين وعشرات الجرحى، أثناء تجمعهم أمام مبنى البلدية لاستلام بعض المساعدات الإغاثية.
والمدعو صدام أحمد الحلقي، من مدينة جاسم، كان يعمل سائقاً لدى رئيس وزراء نظام الأسد الأسبق “وائل الحلقي”، ويُعرف منذ زمن طويل بتعاونه مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بدرعا، وأبرزها الأمن العسكري، حيث سبق أن تعرّض لعملية اغتيال في 19 أيلول 2019 بطلق ناري أسفرت إصابته بجروح.
والمدعو فايز الجاموس، من مدينة دوما بريف دمشق، قيادي سابق في فصيل جيش الأمّة، انتقل إلى العاصمة دمشق في العام 2014، ليتولى بعدها قيادة ميليشيا موالية لنظام الأسد، فضلاً عن مشاركته إلى جانب النظام في السيطرة على مدينة دوما، وسبق أن أدخل مفخخة إلى دوما في 8 كانون الثاني/يناير 2015 أسفرت عن استشهاد ثلاثة مقاتلين من الجيش الحر حينها، وهو مسؤول عن عمليات اغتيال لشخصيات ثورية في الغوطة الشرقية ومحافظة درعا.