تجمع أحرار حوران – وردة الياسين
أثار الطيار السوري سفيان أحمد ظاهر، الإعجاب بموهبته في عالم الطيران، وتحدياته في سبيل تحقيق حلمه للحصول على رخص الطيران.
الشاب سفيان أحمد ظاهر، من بلدة خربة غزالة في محافظة درعا جنوب سوريا، حصل على جميع رخص الطيران، ومن بينها رخصة الطيران التجاري، ليصبح اليوم أصغر طيار تخرج من أكاديمية (Professional flight center) الكندية وهو بعمر الـ(20) عامًا.
أنهى سفيان دراسة المرحلة الابتدائية في مدارس خربة غزالة، ليغادر بعدها مع والدته وإخوته في أواخر عام 2010 إلى السعودية، حيث كان يعمل والده، فأتم في السعودية دراسة المرحلة الإعدادية والثانوية، ثم انتقل إلى كندا ليواصل مشواره في تحقيق حلمه في دراسة الطيران.
تواصل “تجمع أحرار حوران” مع الشاب الطيار سفيان، وحدثنا عن تفاصيل رحلته إلى عالم الطيران.
بداية الشغف للطيران
يروي سفيان لأحرار حوران، أول حادثة أحس من خلالها بحبه للطائرة: “كنت في الصف العاشر الثانوي عندما سافرت بالطائرة لزيارة أقاربي في الرياض، أذكر حينها أنني رفضت مغادرة الطائرة بعد وصولها إلى وجهتها، حيثُ نزل جميع المسافرين، وأنا مُصر في ذلك الوقت على مقابلة كابتن الطائرة، بعد إصراري على عدم النزول من الطائرة حتى ألتقي بالكابتن، بالفعل تم لقائي بالكابتن، حدثتهُ عن حلمي بأن اُصبح يوماً ما طيار، فطلب مني مرافقته ليُريني أجزاء الطائرة من الداخل، لقد كان يوماً مفصلياً في حياتي”.
ويتابع سفيان، “في ذلك اليوم أحسستُ أنه أول خطوة في مشواري لتحقيق حلمي نحو عالم الطيران، خصوصاً بعد أن سمح لي الكابتين بالجلوس على مقعد قيادة الطائرة، وشرحه المفصل عن آلية التحكم بالطائرة”.
“إنّ الطيران لم يكن مجرد مهنة بنظر سفيان، إنما أبعاده تخطت تلك الحدود، فهو المحرك الأساسي للتغيير في العالم، كما أنه يوصل مشرق العالم بمغربه، ويُلغي المسافات بين الناس، ويصل لمناطق كان يعتقد الإنسان استحالة الوصول إليها”، بحسب وصف سفيان.
الطيار الأصغر في كندا
بدعم كبير من والده، انتقل سفيان في بدايات 2018 إلى كندا ليدرس الطيران في أكاديمية (Professional flight center)، وبفترة زمنية قصيرة تجاوز صعوبات اللغة الإنكليزية ليُتقنها، ويحصل بعدها على جميع رخص الطيران ومن ضمنها رخصة الطيران التجاري في أخر شهر أيلول/سبتمبر من عام 2020.
لم يكن يعلم سفيان أنه أصغر طالب طيران في كندا، إلّا عندما أخبره مشرف أثناء تقديمه للفحص العملي ليُتاح له بعد ذلك حصوله على الشهادة الرسمية من وزارة الطيران، ليُعلن من خلالها أنه طيار مدني.
قرر سفيان أن يكون نموذج إيجابياً للاجئين السوريين في كندا، وعن ذلك يروي “رافقني مناداتي بالطالب السوري طوال أعوام دراستي في السعودية، وعند وصولي إلى كندا شعرتُ بمسؤولية أن أكون سورياً، وزادت هذه المسؤولية عند تفكيري بأني قد أمثل جميع السوريين في وجهة نظر البلد المُضيف، لذلك حرصتُ أن أكون ناجحاً وأن أُنجز في هذه البلد، فنجاحي سينسب لكل سوري وسورية في كندا”.
الخطط والمشاريع المستقبلية
طموح سفيان لا يقف هنا بل يطمح ليصبح مدرب “مدربين للطيران” وهو يعمل حالياً ليحصل على رتبة مدرب أول (class one)، أي مدرب لتدريب الطيارين ليكونوا مدربين للطيران.
إضافة إلى أنّ سفيان ينوي العمل ككابتن طيارة على الخطوط الجوية سواء في كندا أو في أي خطوط جوية أخرى قد تتيحها الفرصة له.
يستمر السوريون في إبداعهم وانجازاتهم في بلدان اللجوء، رغم قلة الموارد وظروف اللجوء الصعبة، كيف لا وهم مازالوا يصنعون من اللاشيء حياة رغم الموت المحيط بهم.
