اغتيال قيادي بارز يعمل لصالح حزب الله في درعا
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
اغتال مجهولون، مساء أمس الجمعة، القيادي السابق في فصائل المعارضة “أيوب الشعابين”، أحد أذرع حزب الله اللبناني في المنطقة، عبر إطلاق النار عليه بشكل مباشر في مسقط رأسه صيدا بريف درعا الشرقي، ما أدى لمقتله على الفور، قبل أن يتم إسعافه إلى مشفى درعا الوطني.
قال مصدر خاص لتجمع أحرار حوران إنّ الشعابين تعرض لإطلاق نار مباشر على طريق “صيدا – الغارية الغربية” بسلاح بندقية آلية عيار 5.5 مم، أدى لمقتله على الفور، مشيراً أنّ السلاح نفسه تم استخدامه بعملية اغتيال قائد مجموعة في الفرقة الرابعة عقب التسوية “ياسين جمعة العبود” شقيق الشهيد ياسر العبود، والذي قتل قبل يومين من اغتيال الشعابين.
وأوضح المصدر أنّ “سلاح (بندقية 5.5 مم) لا تمتلكه سوى قوات تابعة لميليشيا الفرقة الرابعة، وبهذا السلاح تمت محاولة اغتيال المساعد أول والمتطوع في الأمن العسكري “محمد جاد الله الصلخدي” (أبو قصي) في بلدة النعيمة شرق درعا، مشيراً أنّ موجة الاغتيالات الأخيرة التي شهدتها المنطقة الشرقية بدرعا كان يُستخدم هذا السلاح.
وعمل الشعابين قبل منتصف 2018 قائداً للواء محمد بن عبد الله في صيدا التابع لجيش اليرموك أحد أبرز التشكيلات العسكرية في الجنوب السوري سابقًا، ولكن سرعان ما انضم إلى فرع الأمن العسكري بعد سيطرة قوات الأسد على الجنوب السوري.
بعد اتفاق التسوية انضم الشعابين مع مجموعة محلية مسلحة من أبناء صيدا إلى الأمن العسكري، حيث يبلغ عددهم نحو 50 عنصراً بما فيهم القيادي في حزب الله اللبناني “عارف الجهماني” الذي يعمل في الريف الشرقي من درعا في قتل قادة وعناصر سابقين في الجيش الحر وتجارة الحشيش والمخدرات وتسليم أشخاص إلى الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد.
مصادر محلية عديدة قالت لتجمع أحرار حوران إنّ الشعابين استغل أصوله التي تعود إلى إحدى العائلات الموالية في الجنوب اللبناني، بالتقرّب من قيادات حزب الله اللبناني، والتي بدورها منحته بطاقة أمنية خاصة بقيادات الحزب، وأصبح لاحقاً أحد أذرعها بالتعاون مع “الجهماني” في المنطقة.
وبحسب أهالي بلدة صيدا فإن مجموعة الشعابين متورّطة في سرقة عدة محال تجارية في البلدة، وبالرغم من كشف بعض تلك العمليات إلّا أنّ أصحاب المحال لم يُقدّموا شكاوى خوفاً من عمليات انتقام من قِبل عناصر المجموعة.
إضافة لذلك، تورّطت مجموعة أيوب مع عارف الجهماني بتسليم عدد من شبان بلدة صيدا للأجهزة الأمنية التابعة للنظام، من بينهم كل من محمد صالح غوازي، هيسم عبدو المحاميد، مراد شبيب، وآخرين غيرهم.
وشارك الشعابين برفقة مجموعته بشراء مجموعة من السيارات التي لا تحمل أوراق وتراخيص ليُسلّموها إلى فروع النظام الأمنية مقابل مبالغ مالية.
يذكر أنّ أشقاء وأقارب الشعابين متورّطين في عمليات مشابهة ضمن المجموعة التي كان يقودها، وغيرهم خارج المجموعة كـ “إبراهيم الشعابين” قائد مجموعة لصالح الفرقة الرابعة في بلدة صيدا حيث رُصد قيام المجموعة الأخيرة بأعمال سلب وسرقة على الطرقات الزراعية وضمن البلدة على محال تجاريّة.
سبق أن تعرّض أيوب لعمليّتي اغتيال، أولها كانت على طريق “النعيمة – صيدا” حيث كان برفقته حينها شقيقه “بكر الشعابين” والقيادي “عارف الجهماني” في مطلع العام 2021 ولكنهم لم يُصابوا بأي أذى.
في حين كانت العملية الثانية بتاريخ 8 شباط 2021 أثناء خروج أيّوب وكل من شقيقيه إسماعيل وأيوب من اجتماع سرّي في منزل “عارف الجهماني” حضره أيضاً “فراس الشعابين” و “غازي الجهماني” أحد أقارب عارف، ما أدى لإصابة أيوب وآخرين بجروح متفاوتة.
وقال مصدر حينها لتجمع أحرار حوران أنّ الاجتماع كان بعد تسلّم كل من إسماعيل وفراس وغازي مهام أمنيّة لصالح فرع 215 في شعبة المخابرات العسكرية، وهذه المهام للتخلص من شخصيات محددة عن طريق اغتيالهم مقابل مبالغ مالية طائلة في حال تنفيذها.