اعتقالات مستمرة في درعا وانتهاكات قوات الأسد على حواجزها لا تتوقف
تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
تستمر حواجز النظام العسكرية المنتشرة في محافظة درعا، وخاصة الواقع منها على الأوتوستراد الدولي “دمشق – الأردن” بممارسة الانتهاكات، والاعتقالات التعسّفية بحق المدنيين الذين يعبرون منها، دون رادع.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران، إنّ مجموعة من العناصر التابعين للمخابرات الجوية والمتواجدين على حاجز منكت الحطب اعتقلوا، أمس الجمعة، شابين من درعا أثناء عبورهما من الحاجز، وثالث على أحد الحواجز الأمنية في العاصمة دمشق.
وأضاف المراسل إنّ الشابين هيسم صلاح الغزاوي، ومؤيد أيهم أبو دنف، ينحدران من مدينة طفس في ريف درعا الغربي، اعتُقلا على حاجز منكت الحطب دون معرفة الوجهة التي اقتادوهما إليها، والشاب مأمون قاسم عوير المنحدر من مدينة داعل اعتُقل على حاجز عسكري في العاصمة دمشق.
واعتقل عناصر الحاجز ذاته في 4 نيسان/أبريل الفائت، شابة من بلدة المزيريب، وشاب من بلدة انخل غرب درعا ، أطلقوا سراحهم في اليوم الثاني، على إثر خروج مظاهرات شعبية في درعا تدين هذا العمل، إضافة إلى مهلة لمدة 24 ساعة أعلنتها “مركزية درعا” هددت خلالها بالتصعيد إن لم يُفرج عنهم.
ووثق مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران في تقريره لشهر نيسان/أبريل الفائت 29 حالة اعتقال بينهم فتاة نفذتها قوات النظام بحق أبناء محافظة درعا، إضافة إلى 4 عمليات دهم واعتقال نفذتها قوات النظام في مناطق متفرقة بالمحافظة.
اقرأ أيضاً.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر نيسان/أبريل 2021
اقرأ أيضاً.. درعا: تصاعد ملحوظ في عمليات الاعتقال بحق حاملي بطاقات التسوية
وفي سياق متصل، تفرض عناصر النظام المنتشرة على مداخل المحافظة أتاوات مالية على السيارات المحملة بالمواد الغذائية والاستهلاكية، والتي تساهم في رفع أسعار تلك المواد على الرغم من الحالة الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد.
وقال” صائب الرجا” اسم مستعار لتاجر بالجملة من شرق درعا، إنّ حواجز الفرقة الرابعة وحاجز منكت الحطب، تفرض على كل حمولة من المواد الغذائية مبالغ مالية كبيرة تتراوح بين 100-500 ألف ل.س، وتصل أحياناً إلى 40% من قيمة المواد، وذلك بحسب حجم الحمولة ونوعيتها وقيمتها، إضافة إلى علب الدخان والمتة التي نعطيها لكل الحواجز.
وأضاف “الرجا” إنّ دفع الأموال إلزامي وإلا سنضطر لإفراغ الحمولة، مع تكسير وتعفيش الكثير منها، أو سيحتجزون الهويات لساعات طويلة بحجة التدقيق، وفي بعض الحالات وصلت إلى الاعتقال، وذلك من أجل الضغط على التجار.
“لا يمكن للتجار تحمل نفقات الأتاوات التي تدفع للحواجز لوحدهم ، لذلك يتم رفع قيمتها على تجار المفرق، وبالتالي سيرتفع السعر على المواطنين الذين سيشترونها، مما يساهم بشكل أساسي في أزمة الأسعار التي تشهدها المحافظة”، وفق حديث تاجر آخر لتجمع أحرار حوران.
ويشتكي التجّار من غياب الجهات الرادعة لعناصر النظام المتواجدين على الحواجز، على الرغم من الوعود التي قطعها النظام وحليفه الروسي، في تموز 2018، حين تعهّدوا بعودة الأمن والأمان، على حد وصفهم.
وتشهد محافظة درعا في الآونة الأخيرة فلتاناً أمنياً كبيراً، نتيجة عمليات الاغتيال التي تنفذها جهات مجهولة بشكل يومي بحق معارضين للنظام من جهة، وعناصر تابعين له ويعملون لصالحه في المحافظة من جهة أخرى، والتي بلغت 29 عملية اغتيال خلال شهر نيسان الفائت، على الرغم من انتشار عدد كبير من الحواجز العسكرية في درعا والتي مهمتها فقط “التضييق على الناس” كما وصفتها المصادر.