شلل “شبه كامل” يصيب القطاع الطبي في الجنوب السوري
تجمع أحرار حوران – وردة الياسين
رصد تجمع أحرار حوران، على مواقع التواصل الاجتماعي، حالات مرضية يُناشد فيها عدد من المرضى في مناطق مختلفة من محافظة درعا، من سموهم “أهل الخير” لتقديم الدعم المادي لإجراء عمليات جراحية تصل كلفتها إلى ملايين الليرات السورية.
وفي هذا السياق، نُشرت حالة طبية لطفلة بحاجة عملية في القلب، وصلت كلفتها إلى 9 مليون ليرة، وأُخرى لشاب يحتاج إلى عملية زرع قرنية في العين، والتي تصل كلفتها إلى7 ملايين ليرة سورية.
هذه الحالات لم ترتبط بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الجنوب السوري فحسب، إنما تُسلط الضوء على تردي الوضع الصحي في المحافظة، كما تؤكد عدم مقدرة الأهالي في الحصول على الخدمات الصحية والعلاجية في المستشفيات التابعة لحكومة الأسد والتي من المفروض أن تكون الخدمة فيها مجانية.
وفي هذا الشأن، تواصل تجمع أحرار حوران مع خالد الأحمد “اسم مستعار”، من مدينة “بصرى الشام” في ريف درعا الشرقي، حيثُ وصف الظروف الصحية بالصعبة قائلاً، “أن المستشفيات الحكومية أصبحت أشبه بمراكز رعاية صحية”.
وأفاد المصدر، أن هناك أجهزة ومعدات طبية في مستشفى بصرى الوطني، معطلة منذ عام 2018، ولم يتم صيانتها حتى يومنا هذا، لاسيما بعد أن توقفت المنظمات عن دعمها للقطاع الصحي.
ويضيف الأحمد، أن العمليات البسيطة مثل عمليات “الولادة، اللوز” تتراوح أسعارها بين (50 إلى 70 ألف ليرة سورية)، بعد أن كانت مجانية في مستشفى بصرى الشام، أما العمليات التي تحتاج رعاية طبية بشكل دقيق مثل عمليات “القسطرة، والأورام”، لا يمكن إجراءها في المستشفى لأنها غير مؤهلة، حيثُ يضطر أهالي المدينة للذهاب إلى مستشفيات العاصمة دمشق.
اقرأ أيضًا.. قطاع صحي متضرر في مدينة نوى ومشاكل عديدة
وفي هذا السياق، يشرح خالد لـ”أحرار حوران”، صعوبة الإجراءات التي يعاني منها الأهالي أثناء ذهابهم للعلاج في مستشفيات دمشق، فأغلب المستشفيات هناك شبه مغلقة بسبب تفشي وباء كورونا، بالإضافة إلى شهور الانتظار في مكتب الدور حتى يحين موعد علاج المرضى، فيضطر العديد من مرضى الحالات الحرجة أو من يحتاجون إلى تدخل جراحي مستعجل إلى العلاج الخاص، حيثُ يمكن أن تصل تكلفة العلاج إلى ملايين الليرات.
حيثُ يعول نظام الأسد، والناطقين باسمه في المستشفيات الحكومية تدهور القطاع الطبي إلى العقوبات الأوروبية والأمريكية التي فُرضت عليه بموجب قانون قيصر، بالإضافة لجائحة كورونا.
وفي هذا الشأن، كشف تقرير للجنة الإنقاذ الدولية (IRC ) بشراكة مع منظمات محلية سورية، أن 72% من الغارات الجوية التابعة لنظام الأسد والاحتلال الروسي، استهدفت المرافق الصحية، ولم يسلم من تلك الهجمات العاملين في مجال الرعايا الصحية، حيثُ قال 68% منهم إنهم كانوا داخل منشأة صحية عند تعرضها لهجوم، فيما قال 81% منهم أنه أُصيب أو فقدَ زميلاً أو مريضاً أثناء الهجوم، فيما غادر حوالي 70%، من العاملين في القطاع الصحي وفقاً للتقرير.
وفي السياق نفسه، ذكر تقرير تحت عنوان ” جهود شعبية لا تنقذ تدهور القطاع الصحي بدرعا” أعده فريق أحرار حوران، احتضار القطاع الصحي في محافظة درعا بعد سيطرة نظام الأسد وحلفائه عليها صيف 2018.