حدود المنطقة الآمنة “هاجس” لأهالي القرى “المهجرة قسراً”
درعا : الخميس / 13 تموز 2017
محمد الهويدي – تجمع أحرار حوران
مازال الغموض يلف اتفاقية التهدئة التي أبرمت بين موسكو وواشنطن يوم الأحد الماضي/ 9 تموز، بشأن الجنوب السوري، حيث بقيت شروط الاتفاقية مبهمة وسط تخمينات وتوقعات “جمى” نقلها سياسيون ومحللون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحدثت غالبية التحليلات عن إقامة “منطقة آمنة” في الجنوب السوري، والتي سيبدأ رسم حدودها عما قريب، بحسب ما ذكر ناشطون ومحللون.
وقالت مصادر في الجيش الحر، لـ”تجمع أحرار حوران” أنها رصدت تحركات عسكرية لقوات الأسد تضمنت سحب عدد من الآليات والعتاد الثقيل من مدينة درعا وعدة مواقع أخرى تتبع لسيطرته بالمحافظة في “خطوة قد تكون لبدأ تطبيق اتفاق المنطقة الآمنة”.
من جهته، تمكن فريق الرصد التابع، لـ “تجمع أحرار حوران” من رصد تحركات آليات عسكرية وسيارات محملة بعناصر لقوات الأسد والميلشيات الأجنبية، التي خرجت من مدينة درعا، الثلاثاء الماضي/ 11 تموز، ووصلت إلى القاعدة الموجودة بين بلدتي موثبين وجباب بريف درعا الشمالي.
ومع هذه التحركات والتوقعات المتسارعة تبقى شروط وحدود المنطقة الآمنة “مجهولة”، وطالب الأهالي بتضمين إعادة العائلات المهجرة قسرياً إلى شروط الاتفاقية.
وتوجد مئات العائلات التي هجرت قسراً في محافظة درعا من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، ومنعت نهائياً من العودة لقراها وبلداتها عقب تحويل هذه المناطق إلى ثكنات عسكرية بسبب حساسية موقعها بالنسبة لقوات الأسد، وعقاباً لأهالي هذه البلدات التي انتفضت ضد نظام الأسد.
وأهم البلدات والمدن التي هجر أهلها بشكل كامل ومنعوا من العودة إليها : خربة غزالة، الشيخ مسكين، عتمان، الكتيبة، نامر، والفقيع في ريف درعا.
ورصد تجمع أحرار حوران، آراء شريحة من أهالي هذه المناطق المهجرة قسراً على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”، وكانت بغالبها تحمل “حلم العودة” إلى بلداتهم عما قريب، مع السخرية من تكرار فشل اتفاقات وهدن وقف إطلاق النار التي يخرقها نظام الأسد بشكل دائم.
إحسان عوض الحاج علي، نشر على صفحته على الفيسبوك “إن كان اتفاق الهدنة في المنطقة الجنوبية الذي وقعته أمريكا وروسيا والأردن يضمن للاجئين السوريين من خربة غزالة ونامر والشيخ مسكين وكافة المدن والبلدات المحتلة أن يعودوا إلى ديارهم فأنا معه وبقوة … يكفي. .. يكفي .. أهلنا في بلاد اللجوء تبهدلوا”.
أما قتيبة شباط، من مدينة الشيخ مسكين التي سيطرت عليها قوات الأسد في نهاية كانون الثاني 2016، قال “الشيخ مسكين مدينة الحزن والآلم….بدأت ملامح المرحلة المقبلة في سوريا… المجهول هو العنوان المقبل”.
فيما طالب ياسين جبل، من مدينة خربة غزالة المحتلة، بحشد الجهود لضمان عودة المهجرين إلى ديارهم، وفق ما نشره على صفحته الشخصية، “مطلوب الآن حشد الجهود ووسائل الضغط لضمان عودة المدنيين المهجرين من الشيخ مسكين، نامر، الكتيبة، خربة غزالة، عتمان وغيرها من القرى والمدن التي تقع ضمن نطاق ال ٤٠ كيلومتر كما أشيع عن أنها ستكون منطقة آمنة… اعملوا ولا توفروا جهد أوصلوا صوتكم، بدناش نروح فرق عملة”.
أما الإعلامي حسام الساروت طه، فقد عبر عن أمله بعودته إلى مدينة خربة غزالة، قائلاً “معقول رح نضب الشناتي…!!”.
على ما يبدو ان الأهالي في الجنوب انقسموا بين متفائل بالاتفاق الأخير حول إنشاء منطقة آمنة تضمن عودتهم إلى ديارهم، بينما ذهب البعض إلى أن نظام الأسد كعادته لن يلتزم بالهدنة، وماهي إلا فرصة لنقل قوات الأسد لجبهة أخرى ليحكم سيطرته عليها.
وكانت قوات الأسد سيطرت على عدة قرى وبلدات بريف درعا في أوقات متفرقة من السنوات الماضية، وقامت بتهجير كامل سكانها وأعلنتها منطقة عسكرية.