التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر أيّار/مايو 2021
تجمع أحرار حوران – فريق التحرير
شهد شهر مايو/أيّار 2021 ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاعتقال والاغتيال والاختطاف التي تستهدف أبناء محافظة درعا، مقارنة بالشهر الذي سبقه، وسط فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاق التسوية بين نظام الأسد وفصائل المعارضة برعاية روسيّة في تموز 2018.
الاخفاء القسري:
وثق مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 40 حالة اعتقال، بينهم سيدة و 3 يافعين، نفذتها قوات الأسد بحق أبناء محافظة درعا، خلال شهر أيّار، أُفرج عن 7 منهم خلال الشهر ذاته.
ويشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أن أعداد المعتقلين تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع أعداد من أهالي المعتقلين بدرعا عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، حيث تجري عملية تدقيق المعتقلين بشكل مستمر.
ووثق المكتب 4 حالات اختطاف بينهم شابة ويافع، خلال شهر أيار في محافظة درعا، أفرج عن اثنين منهم بينهما يافع، ولا يزال مصير اثنين مجهولاً بينهما شابة حتى ساعة إعداد التقرير.
في تمكن المكتب من توثيق 12 مختطف من أبناء محافظة درعا خلال شهر أيّار أثناء توجههم إلى محافظة السويداء بقصد العمل، ثم أفرج عنهم جميعاً خلال الشهر ذاته، في حين أفرج عن 4 أشخاص بينهم ضابط برتبة عقيد من أبناء محافظة السويداء بعد نحو 3 أشهر من احتجازهم شرق درعا.
وسجّل المكتب 5 عمليات مداهمة لمنازل مدنيين، من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، خلال شهر أيّار، 3 منها نفذها جهاز المخابرات الجوية في مدينتي داعل والشيخ مسكين، واثنتين نفذها جهاز أمن الدولة في بلدة محجة ومدينة الحارّة، كما رصد تجمع أحرار حوران قيام قوات النظام خلال الشهر ذاته بتعزيز حواجزها العسكرية المنتشرة بين مدن وبلدات المحافظة من خلال رفع السواتر الترابية، واستمرارها بالتضييق على الأهالي وتقطيع أوصال المدن والبلدات عن بعضها البعض.
اقرأ أيضًا.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر نيسان/أبريل 2021
اقرأ أيضًا.. تقرير حقوقي: حصاد الموت في درعا 2020
القتلى:
سجّل تجمع أحرار حوران خلال شهر أيّار مقتل 62 شخصاً بينهم سيدة وفتاة و 5 أطفال في محافظة درعا.
وفي التفاصيل.. أحصى مكتب التوثيق مقتل شخص واحد تحت التعذيب في مراكز احتجاز تابعة لنظام الأسد، وهو منشق سابق عن قوات النظام اعتقل بعد إجراءه التسوية والتحاقه بقطعته العسكرية، ومقتل طفل بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قوات النظام أثناء رعيه للمواشي شمال درعا، وطفل آخر نتيجة إطلاق نار على محل تجاري من قبل مسلحين مجهولين بهدف اغتيال ابن عمّه غربي درعا.
في حين وثّق المكتب مقتل رجل وطفلاته الثلاثة بانفجار لغم أرضي بسيارتهم شرقي درعا، وهم من أبناء محافظة السويداء.
في ملف الجنايات: سجل مقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتاة، خلال شهر أيّار، شخصين بطلق ناري بهدف النهب والسرقة، وفتاة بطلق ناري نتيجة خلاف عائلي.
وسجّل المكتب مقتل 23 من قوات النظام في محافظة درعا على النحو: أربعة ضباط برتبة “ملازم”، و 19 عسكري مجند، نتيجة استهداف متفرّقة على الطرقات العامّة، والحواجز العسكرية في مختلف مدن وبلدات المحافظة.
وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، فقد تمكن المكتب من توثيق 38 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 29 شخصًا وإصابة 17 بجروح متفاوتة، ونجاة 13 آخرين من محاولات الاغتيال.
ووفق مكتب التوثيق فإنّ 13 مدني قضوا جراء عمليات الاغتيال، بينهم سيدة، واثنين منهم منتمون لقيادة حزب البعث، وثالث متهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين سجّل المكتب مقتل قيادي و 13 عنصر سابق في فصائل المعارضة من بينهم 4 عناصر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية عقب دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية”، ومن بينهم 4 عناصر انخرطوا في اللواء الثامن المدعوم من قبل روسيا، إضافة لشخص متهم بالانتماء لتنظيم داعش، ومدني سابق انضوى في صفوف الفرقة الرابعة بعد التسوية.
اقرأ أيضًا.. من المسؤول عن الاغتيالات في درعا؟
اقرأ أيضًا.. كيف اغتال نظام الأسد قادة درعا؟
وبحسب المكتب فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر أيّار جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف” ومنها “بندقية 5.5 مم”، باستثناء ثلاث عمليات اغتيال جرت بواسطة “عبوات ناسفة”، وخمس محاولات اغتيال بواسطة “قنبلة يدوية”.
ولم تتبنَ أيّ جهة مسؤوليتها عن معظم عمليات الاغتيال التي حدثت في محافظة درعا، خلال شهر أيّار المنصرم، في حين يتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والميليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية من أبناء المحافظة نفسها، بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال التي تحدث في المنطقة والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة، ويُراد منها إيقاع أبناء المحافظة ببعضهم البعض.