جنّدته “المخابرات الجوية” لتصفية المعارضين.. مقتل قيادي بانفجار عبوة ناسفة في ريف القنيطرة
تجمع أحرار حوران – قاسم خلف
قتل قيادي متعاون مع ميليشيا حزب الله اللبناني والمخابرات الجوية التابعة للنظام السوري، صباح اليوم الجمعة 4 حزيران، متأثراً بجرحه التي أصيب بها نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارة كانت تقله مع زوجته وشقيق زوجته يوم أمس على طريق قرية المعلّقة جنوب محافظة القنيطرة.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران إنّ “شادي محمود الحجّي” الملقب بـ (عزرائيل) قتل صباح اليوم متأثراً بجراحه الخطيرة بعد نقله إلى مشفى ممدوح أباظة في القنيطرة، فيما أصيبت زوجته وشقيقها بجروح خفيفة جرّاء الانفجار.
من هو شادي عزرائيل؟
ينحدر شادي من منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، وشغل في السابق منصب قائد لواء في فصيل جبهة ثوار سوريا التابع للجبهة الجنوبية، وكان يسكن قبيل التسوية متنقلاً بين بلدة المزيريب غربي درعا، ومحافظة القنيطرة، وعند إجرائه التسوية انضم إلى اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من قبل روسيا لمدة لا تتجاوز أربعة أشهر، ثم طُرد من الفيلق بسبب عدم التزامه بالنوبات المقررة من قبل قيادة الفيلق في ريف اللاذقية، بحسب قيادي سابق في فصائل المعارضة، فضّل عدم الكشف عن اسمه لتجمع أحرار حوران.
يقول القيادي أنّ شادي انتقل بعد طرده من الفيلق من بلدة المزيريب إلى محافظة القنيطرة، وبات يعمل لصالح شخصيات قيادية في النظام السوري، عن طريق وسطاء مثل القيادي السابق في جبهة ثوار سوريا “أبو الزين الخالدي” الذي يعمل بعد التسوية في مكتب أمن الفرقة الرابعة لصالح العقيد محمد العيسى.
الجوية تُجنّد “شادي” لتصفية المعارضين
وارتبط شادي الحجّي بضباط من فرع المخابرات الجوية وتم تكلفيه بتنفيذ عمليات أمنية تستهدف قياديين سابقين في فصائل المعارضة وشخصيات مؤثرة في المنطقة بهدف تصفيتهم، لتنجح عمليات وتفشل أخرى، بحسب المصدر الذي أشار أيضاً إلى أنّ شادي يقود مجموعة من الشبان تقطن في بلدة المعلّقة وتتنقل بشكل سرّي إلى بلدة المزيريب بهدف تنفيذ عمليات اغتيال بحق معارضين للنظام وإيران.
وسبق وأن أفرد تجمع أحرار حوران تحقيقاً صحفياً في 17 آذار/مارس 2020 حول أعمال التصفية والاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، وسلّط التحقيق الضوء على عملية اغتيال جرت في بلدة اليادودة غربي درعا في 25 شباط/فبراير 2019 بحق الشيخ علاء محمد الزوباني، إمام وخطيب مسجد علي بن أبي طالب في بلدة اليادودة، والذي عمل سابقًا قاضيًا في محكمة دار العدل في حوران، والتي كانت مسؤولة عن تسيير الأمور القضائية في محافظة درعا خلال فترة سيطرة فصائل المعارضة.
اقرأ أيضاً.. عامان على “التسوية”.. الموت على قيد الحياة في درعا
اقرأ أيضاً.. تقرير حقوقي: حصاد الموت في درعا 2020
وأوضح التحقيق أنّ من نفذ العملية بحق الزوباني هم ثلاثة أشخاص، أحدهم يدعى رأفت النحّاس، واثنين آخرين، كُشفا فيما بعد عن طريق شريط مصوّر حصل تجمع أحرار حوران على نسخة منه في 31 مايو/أيّار 2020 يتحدّث النحّاس خلاله أنّ أبو الزين الخالدي كلّفه هو وشادي عزرائيل بتصفية الشيخ الزوباني، وأهداف أخرى قام بتسميتها، الشيخ محمود البنّات، والقيادي السابق في المعارضة أبو عبادة المصري، والقيادي موفق الغزاوي.
وقتل النحّاس في 15 آذار/مارس 2019 بعد احتجازه من قِبل جهة معارضة للنظام السوري، وعُثر على جثته بالقرب من مدينة داعل التي كان يقطن فيها منذ عقد التسوية.
في حين اغتيل القيادي السابق في فصيل “جيش المعتز بالله” التابع للمعارضة، موفق علي السلامة الغزاوي، في 24 نيسان/أبريل 2019 بالقرب من بحيرة المزيريب من قِبل شخصين يعملان لصالح مكتب أمن الفرقة الرابعة.
كما قُتل الشيخ محمود إبراهيم البنّات بعملية اغتيال أمام منزله في المزيريب في 21 يناير/كانون الثاني 2021، وهو عضو في لجنة درعا المركزية المسؤولة عن القطاع الغربي لمحافظة درعا.
ويُتهم شادي بتنفيذه عشرات عمليات الاغتيال والخطف من خلال خليّته الأمنية التي لازالت تنشط في المنطقة الغربية لدرعا، والمنطقة الجنوبية للقنيطرة، وتعمل بالتنسيق مع ضباط ارتباط في المخابرات الجوية على تصفية المعارضين للنظام وإيران.
وجنّدت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وميليشيا حزب الله اللبناني، مجموعات محلّية في محافظتي درعا والقنيطرة منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بهدف تصفية قياديين وعناصر سابقين في فصائل المعارضة، وشخصيات اجتماعية مؤثرة في المنطقة، لتحصد بذلك مئات عمليات الاغتيال التي حصدت أرواح الكثير من أبناء المحافظتين وسط فوضى أمينة مستمرة، حيث يتمنى أبناء الجنوب انتهاء مسلسل الاغتيالات، الذي لا يُتوقع أن يكون قريباً.