تجمع أحرار حوران – فريق التحرير
اجتمع وفد من أهالي درعا البلد مع محافظ درعا وقائد الشرطة وبحضور روسي في المجمع الحكومي بمدينة درعا، اليوم الخميس 10 حزيران، لمناقشة آخر التطورات في المحافظة، التي تشهد عمليات اغتيال وخطف وفوضى أمنية لم تهدأ منذ سيطرة النظام وحلفائه عليها منتصف العام 2018.
لا جديد يحمله وفد النظام الذي اعتاد المراوغة وانتهج سياسة الانتقام البطيء من المحافظة وأهلها وبتنسيق إيراني وصمت “الضامن” الروسي.
المصادر تقول لتجمع أحرار حوران أنّ أهالي درعا أوضحوا لممثلي النظام وروسيا أسباب تلك الفوضى والجهة التي تقف خلفها والهدف المباشر منها، كما اقترح الأهالي حلولاً للحد من تلك الفوضى.
وأوضحت المصادر بأنّ لجنة درعا البلد بيّنت خلال الاجتماع أنّ اللجان التي جندتها الأجهزة الأمنية في محافظة درعا تقف خلف الفوضى المستمرة في المنطقة، من اغتيالات وخطف واعتقالات لصالح تلك الأجهزة، مشيرةً أنّ ممثلي اللجنة أوضحوا بأنّ الأمن والاستقرار يتحقق من وجهة نظر أجهزة النظام عبر الاعتقالات والاغتيالات وترهيب الناس وزيادة الحواجز بين المدن والبلدات وأعمال التشبيح هنا وهناك.
وكعادة النظام وحلفائه هزّ الجمّع رؤوسهم، في إشارة إلى الموافقة وعدم الاعتراض على ما قيل ويقال من أسباب ونتائج من شأنها جعل المحافظة بؤرة للقتل والمخدرات وانتشار الجريمة بأنواعها وأشكالها المختلفة.
تلك الجريمة التي بدأها النظام منذ مطلع العام 2011، ولم يغير نهجه الدموي طوال سنوات دامية مرت على سورية ونالت درعا نصيباً وافراً من القتل والبطش والتنكيل بأهلها وما تزال.
المأساة فيما جرى ويجري هو ظن البعض – وكل الظن إثم – في هذه الحالة أن النظام وحليفته روسيا يحملون جديداً قُبيل كل اجتماع مع وجهاء المحافظة وقادتها، لكن التجارب أثبتت عكس ما التوقعات وخيبت الآمال مراراً.
إذ تنصل ضباط روسيا أكثر من مرة من ملف المعتقلين، وساهموا من حيث يعلمون أو لا يعلمون بالافراج عن بعض أصحاب السوابق الجنائية، كان غرض النظام من الإفراج عنهم تجنيدهم للعمل لصالحه وخلط الأوراق من جديد، وإغراق المحافظة أكثر في الدم، ومن ثم التدخل إن ما يشاء ووقت يريد بحجة بسط الأمن وإعادة الأمور إلى نصابها.
وسط هذه الحلقة المفرغة من جميع المضامين والمطالب والمفاهيم، حيث يختلف الوطن باختلاف المتحدث وكذا المعتقل الذي يسمى موقوفاً عند النظام وأعوانه، وسط هذا الاختلاف في الرؤى والمصطلحات والحلول، ثمة من يتساءل رفع أهالي درعا مطالبهم في أكثر مناسبة وليس آخرها ذكرى الثورة في الثامن عشر من آذار ومسرحية الانتخابات أواخر شهر أيار المنصرم، وإذا فرضنا أن اللغة كانت عائقاً لضباط روسيا في فهم المطالب فمتى سيفهم النظام تلك المطالب؟
قد يكون الجواب يحاول النظام إخماد تلك الأصوات، ويسعى أصحاب الحق للحصول على حقوقهم غير منقوصة، وبين مطلب حق يأبى النسيان، وباطل يحاول الهيمنة، لا انفراجة في الأفق، أما الاجتماعات فهي بلا شك حبلى باجتماعات لاحقة من دون نتائج تذكر.