درعا: أكثر من ألفي مهاجر من نوى في أقل من شهر!
تجمع أحرار حوران – عدنان العبدالله
قوافلٌ شبه يومية من الجنوب السوري إلى الشمال المحرر، تقل في معظمها شباناً خرجوا هرباً من الواقع الأمني وسوء الأوضاع الاقتصادية، علهم يجدون ضالتهم في مكان ما بعيداً عن القتل والاغتيال والتنكيل الذي تنشره قوات النظام وميليشياته في المنطقة.
وكان النظام السوري قد فتح الأبواب أمام جميع أبناء الجنوب ممن هم في سن الخدمة الإلزامية للتأجيل عن الخدمة، ومنحهم اذونات سفر.
يتحدث محمد هادي لتجمع أحرار حوران أنّه كان ينتظر خبراً من المهرب الذي ينسق معه للخروج إلى الشمال السوري المحرر هرباً من الخدمة الإلزامية، بعد أن تجاوز الثامنة عشرة من عمره، لكن المفاجأة التي لم يكن يتوقعها، دفعته لإلغاء فكرة الخروج إلى إدلب، بعد أن بات بإمكانه الحصول على إذن سفر، وهو ما فعله محمد برفقة أكثر من 30 آخرين من مدينة نوى، لتكون الوجهة الجديدة من مطار دمشق الدولي إلى مطار بنغازي في ليبيا.
استطاع مراسل تجمع أحرار حوران التواصل مع عدد من مكاتب السفر والشحن في مدينة نوى والاستفسار عن الإجراءات التي يتم اتباعها من أجل الخروج إلى ليبيا، يستلزم الحصول على تأجيل عن الخدمة الإلزامية واستخراج جواز سفر من الهجرة والجوزات في مدينة درعا وبعدها إذن سفر ومن ثم تقديمها إلى مكتب السفر والشحن ليقوم بدورة بحجز تذكرة طيران خلال مدة أقصاها أسبوع، بتكلفة قد تتجاوز 1700 دولار أمريكي للشخص الواحد.
اقرأ أيضاً.. درعا: لماذا قرر النظام منح المؤجلين عن الخدمة إذن سفر..؟!
الشاب موسى زيدان (37 عاماً) من ريف درعا الغربي قال إنه قرر الخروج بعد تعرضه لعمليات ابتزاز من قبل ضباط النظام المتواجدين بإحدى النقاط العسكرية القريبة من منزله.
ولم تنتهِ معاناة الشاب موسى بالوصول إلى ليبيا (مطار بنغازي) بل كانت نقطة البداية فعلى موسى أيضاً الصعود بسيارة والذهاب إلى محافظة طرابلس على الساحل الليبي عبر طرق تهريب لا تقل خطورة عن تلك المتواجدة في سورية، وتكلفة تصل إلى 300 دولار امريكي، وسط مخاطر متنوعة.
كما حصل تجمع أحرار حوران على شهادة “قاسم المحمد” من مدينة نوى خرج إلى لبنان عبر طرق تهريب وقام باستخراج جواز سفر بتكلفة 1100 دولار من السفارة السورية ببيروت وقام باتخاذ إجراءات السفر والحجز بيوم 16 حزيران ليفاجئ بوصوله إلى مطار دمشق وعندما سأل مضيفة طيران أين نحن؟ أجابته في مطار دمشق الدولي سوف نقوم بتكملة عدد الركاب وبعدها نخرج إلى بنغازي الليبية، هنا شعرت بخوف شديد من قوات النظام أن تقوم بإنزالي من الطيارة.
وبحسب مصادر خاصة للتجمع من أحد المهاجرين فإن عشرات السوريين موجودين في سجون حكومة الوفاق بعد قيام خفر السواحل بإلقاء القبض عليهم في البحر أثناء محاولتهم العبور باتجاه إيطاليا، بتهمة الهجرة غير الشرعية، ويعانون من معاملة سيئة وطلب مبالغ مالية للإفراج عنهم.
وحصل تجمع أحرار حوران على عدد تقريبي للمغادرين من مدينة نوى باتجاه ليبيا، إذ تجاوز العدد 2000 شخص بحسب مكتب سفر، وبحسب ذات المكتب فإن الرقم منذ صدور قرار النظام بمنح أذونات سفر للشباب في سن الخدمة، في 17 حزيران/يونيو الفائت.
ويخرج العشرات من أبناء محافظة درعا بشكل شبه يومي عبر طرق التهريب تارةً، والمعابر الحدودية تارةً أخرى، إلى لبنان أو أوروبا أو دول الخليج أو كردستان العراق، هرباً من جحيم الظروف الأمنية التي تشهدها المحافظة من اغتيالات وتجارة مخدرات وخوفاً من الاعتقال والانضمام إلى قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
اقرأ أيضاً.. شعب التجنيد بدرعا نافذة جديدة للفساد والابتزاز !