ثلاثة أعوام على تهجير أهالي الجنوب السوري.. ما هو حالهم اليوم؟
تجمع أحرار حوران – عدنان العبدالله
بعد حملة عنيفة من القصف والقتل والنزوح شنتها قوات النظام والمليشيات الداعمة لها، والاحتلال الروسي على الجنوب السوري في حزيران 2018 انتهت بتهجير الآلاف من أبناء محافظة درعا إلى الشمال السوري المحرّر.
في مثل هذه الأيام خرجت قوافل تضم الآلاف من أبناء محافظة درعا مع عائلاتهم إلى الشمال السوي المحرّر بعد رفضهم لاتفاقية التسوية المُبرمة بين النظام السوري والفصائل بوساطة الشرطة العسكرية الروسية.
“بلغ عدد العائلات التي هُجّرت من محافظة درعا إلى الشمال السوري حوالي 1700 عائلة متوزعة على مدينة ادلب وريفها وريف حلب، من إجمالي العائلات في مخيمات إدلب تحوي على 400 عائلة، ومخيمات ريف حلب على 150 عائلة” بحسب إحصاء مجلس حوران الثوري.
“كم هو مؤلم أن نترك الأرض التي جبلت من طينها وتشربت ماؤها، كم هو مؤلم أن تتركها قسراً، لأنك خُيّرت مابينها وبين كرامتك، وحلم مضيت على دربه منذ سنين، قضى فيها من قضى، ولم تجف دماء البعض وأنت مازلت تسير مع من تبقى من صحبك على أمل الوصول”، بهذه الكلمات استهل “محمد معاذ” عزاء نفسه في التهجير القسري الذي حصل في تموز 2018.
“محمد سليمان” من ريف درعا الأوسط، يقطن حالياً في أحد مخيمات الشمال السوري بريف ادلب، تحدّث لتجمع أحرار حوران عن غياب مقوِّمات الحياة في خيمته الصغيرة بجدران من قماش مهترئ لا يقي حر الصيف ولا برد الشتاء، بالإضافة إلى عدم تمكنه خلال العام الجاري من شراء وسيلة التبريد تمنع عن عائلته حر الصيف، “لكن لم أندم يوماً على خروجي ضد نظام الأسد والمطالبة بالحرية والكرامة وآخرها تهجيري مع عائلتي إلى الشمال السوري” بحسب سليمان.
بينما “قاسم القاسم” مُهجّر من مدينة نوى ويقيم الآن في ريف حلب تحدّث عن آلام فراق مدينته سهولها وأشجارها وشوارعها، يقول “حتى أطفالي حرموا من قولة جده وجدي، عم نعيش اليوم كأنه سنة، الله يرجعنا منصورين على بلادنا الشوق والحنين ما بنوصف”.
“قد نحرم اليوم ظل زيتونة في أرضنا دنس تربها واستحل طيباتها الغاصبون، ولكننا نستظل الثورة في التهيجر، وعيوننا ترنوا إلى المهد درعا حرّة ومحررة، يرفرف الأخضر في سماءها، وتتلى جهراً أسماء شهداءها”، وفق القاسم.
ويشارك أبناء درعا المهجّرون والرافضون لاتفاق التسوية أهاليهم في الجنوب السوري الذي يقبع تحت سيطرة النظام السوري والميليشيات الموالية له، بالتظاهرات الشعبية المندّدة بأعمال التصفية والقتل بحق أبناء المنطقة الرافضين للانضمام لقوات النظام، في حين سجّل مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران 150 شخصاً بين شهيد وجريح من أبناء محافظة درعا خلال مشاركتهم بالأعمال العسكرية ضد قوات النظام وحلفائها في الشمال السوري منذ عقد اتفاقية التسوية في الجنوب.