الموت بكرامة .. التقرير الإحصائي الكامل لشهداء محافظة درعا خلال النصف الأول لعام 2017
بعد مرور أقل من شهرين على انطلاق الثورة السورية ومع بدء الحملة الشرسة لقوات الأسد على معظم مدن وبلدات محافظة درعا والتي تمثلت بالاقتحامات والاعتقالات وكم الأفواه ، قام ناشطون مستقلون في 1.5.2011 بتأسيس تجمع إعلامي شبابي هو الأول من نوعه على مستوى المحافظة أطلقوا عليه اسم “تجمع أحرار حوران” ، هدفه نقل حقيقة ما يجري على الأرض من أحداث وإيصالها للعالم الخارجي، وتوثيق الانتهاكات التي تُرتكب بحق أبناء شعبنا في محافظة درعا.
ومنذ اندلاع الثورة السورية لازالت محافظة درعا تُقدم آلاف الشهداء وعلى مدى سنوات متواصلة من العمل اليومي على توثيق كافة الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحق الأبرياء من أبناء شعبنا ، ليصار إلى تقديمها لاحقاً للمنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان في العالم.
إذ يعتمد التجمع في توثيق الشهداء على مجموعة من المراسلين الميدانيين للتجمع متواجدون في أغلب مدن وبلدات محافظة درعا ، حيث تتم جمع البيانات في مكان وقوع الانتهاك بالإضافة إلى مصادر محلية يستند عليها التجمع، مثل المستشفيات الميدانية وأسر الضحايا وشهود العيان ممن وقعوا ضحية للانتهاك.
أعلن التجمع ولاءه المطلق للثورة السورية وانحيازه التام لها منذ تأسيسه في 1 مايو 2011 ونظراً للجهود الفردية التطوعية لمراسلي التجمع، ونظراً للتحديات والصعوبات التي تواجه المراسل، فقد تم افتتاح مكتب التوثيق في التجمع في 1 آب 2016 ، ومنذ افتتاحه يعمل كادر المكتب على استكمال التوثيق منذ بدء الثورة السورية.
يعمل التجمع على تقارير يومية وشهرية توثق شهداء الثورة السورية في محافظة درعا بالإضافة لتقارير المجازر المرتكبة بحق الأبرياء من أبناء شعبنا.
* الضوابط التي يستند إليها مكتب توثيق الشهداء في التجمع :
– المجزرة : هي الحادثة التي يُقتل فيها على الأقل خمسة أشخاص مدنيين دفعة واحدة.
– الرجل : هو الذكر البالغ الذي تجاوز سن الثامنة عشرة من عمره.
– السيدة : هي الأنثى البالغة التي تجاوزت سن الثامنة عشرة من عمرها.
– الأطفال : هم ما دون الثامنة عشرة ويتم التصنيف (طفل / طفلة).
– المدني : هو من لم يحمل السلاح ولم يشارك في أي عمل قتالي إذ يصنف إلى ( مسالم/ة – ممرض /ة – طبيب/ة – دفاع مدني )
– المقاتل : هو من حمل السلاح وشارك في الأعمال القتالية ضد كل معتدٍ على أبناء شعبنا.
– الإعلامي : هو من شارك في تغطية وتوثيق أحداث الثورة السورية.
* التحديات :
نظراً للأوضاع الاستثنائية التي تمر بها الثورة السورية وتعدد الجهات التي ترتكب الجرائم والتجاوزات بحق أبناء شعبنا وفقدان الاتصالات في كثير من الأوقات، فإنّ عملية التوثيق تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، فقد يصعب في بعض الأحيان من “تحديد الجهة المرتكبة للانتهاك”.
إنّ عملية التوثيق تخضع للمتابعة والتدقيق والتحديث كلّ يوم رغم التحديات والصعوبات، وفي حال اكتشاف أي خطأ أو تعديل فإننا نعمد إلى تحديثه بأسرع ما يمكن.
بلغ عدد شهداء محافظة درعا خلال النصف الأول لعام 2017 [[ 880 شهيد ]]
وشكل الذكور من إجمالي عدد الشهداء ما نسبته 89.8% بينما كانت نسبة الإناث 9.8% فيما كانت نسبة الأجنة 0.2%
على الصعيد المدني :
استطاع مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران من إحصاء 308 من الشهداء المدنيين من ضمنهم الشهداء العاملين ضمن كوادر الدفاع المدني ومنضومة الإسعاف الطبية، فقد تم توثيق 10 من عناصر الدفاع المدني السوري و 3 ممرضين و طبيبين.
وعلى الصعيد الإعلامي :
فقد وثق المكتب استشهاد 10 من الناشطين الإعلاميين العاملين ضمن المؤسسات الإعلامية، ومن المراسلين الميدانيين.
على الصعيد العسكري :
فقد وثق المكتب استشهاد 562 مقاتل :
496 مقاتل من الجيش السوري الحر و 26 مقاتل من حركة أحرار الشام الإسلامية و 35 مقاتل من هيئة تحرير الشام و 3 مقاتلين من جند الملاحم و 2 مقاتلين من حركة صدق وعده.
أطلقت فصائل الثوار في محافظة درعا العديد من المعارك ضد قوات الأسد وجيش خالد المبايع لتنظيم داعش على مختلف الجبهات، ودارت اشتباكات عنيفة طوال الـ 6 أشهر الأولى من عام 2017 حيث تم إطلاق معركة الموت ولا المذلة ضد قوات الأسد بتاريخ 12.2.2017 في قطاع مدينة درعا تلتها معركة صد البغاة ضد جيش خالد المبايع لتنظيم داعش في أواخر الشهر الثاني من العام 2017 في الريف الغربي من محافظة درعا.
وخاض المكتب في توثيق أسباب الاستشهاد :
حيث تم تسجيل 433 شهيد ، ما نسبته 49.2% جراء “إطلاق النار” ، يليه تسجيل 147 شهيد ، ما نسبته 16.7% جراء “القصف المدفعي والصاروخي” ، وكانت ” العبوات الناسفة والألغام والقنابل العنقودية ” قد حصدت 129 شهيد ، ما نسبته 14.6%
في حين سجل المكتب 47 شهيد ، ما نسبته 5.3% جراء “الإعدام الميداني”، فيما سجل المكتب 17 شهيد ، ما نسبته 1.9% جراء “الاغتيال”.
وكان للطيران الحربي الروسي والطيران المروحي السوري حملة مكثّفة بالقصف على معظم مدن وبلدات محافظة درعا ، حيث تم تسجيل 103 شهيد ، ما نسبته 11.7% جراء “الغارات الجوية”، في حين تم تسجيل 43 شهيد، ما نسبته 4.8% جراء “البراميل المتفجّرة والألغام البحرية”.
بينما سجل المكتب 11 شهيد ، ما نسبته 1.3% من إجمالي عدد الشهداء، جراء التعذيب في سجون قوات الأسد.
وعلى جانب الأخطاء من قبل فصائل الثوار :
فقد وثق المكتب 25 شهيد، ما نسبته 2.8% جراء القصف المدفعي والصاروخي، فيما وثق المكتب 6 شهداء ، ما نسبته 0.6% جراء “إطلاق النار”.
واستطاع المكتب من توثيق 48 شهيد من خارج محافظة درعا، ما نسبته 5.4% من إجمالي عدد الشهداء.
وعلى صعيد آخر فقد وثق المكتب ارتكاب تنظيم داعش في المنطقة الغربية لفظاعات بحق المدنيين في تاريخ 21.2.2017 فيما وثّق المكتب 10 مجازر في النصف الأول من العام 2017 من بينها 9 مجازر ارتكبتها قوات الأسد وروسيا، ومجزرة واحدة إثر “قصف مجهول” على تجمع سكني.
– مجزرة في حي طريق السد بدرعا المحطة جراء استهداف الحي بالغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي بتاريخ 13.2.2017 راح ضحية المجزرة 7 شهداء بينهم 4 أطفال وسيدة.
– مجزرة في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي جراء استهداف البلدة بالغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي بتاريخ 18.2.2017 راح ضحية المجزرة 5 شهداء جميعهم من الأطفال.
– مجزرة في منطقة الشياح بدرعا البلد جراء استهداف المنطقة بالبراميل المتفجّرة من الطيران المروحي السوري بتاريخ 30.4.2017 راح ضحية المجزرة 11 شهيد بينهم 3 أطفال وجنين وسيدتين.
– مجزرة في منطقة الشياح بدرعا البلد جراء استهداف المنطقة بالغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي بتاريخ 6.4.2017 راح ضحية المجزرة 5 شهداء بينهم 3 أطفال وسيدتين.
– مجزرة في بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي جراء استهداف الطريق الواصل بين بصر الحرير – ناحتة بالعبوات الناسفة بتاريخ 2.5.2017 راح ضحية المجزرة 5 شهداء بينهم 4 شهداء من عناصر الدفاع المدني.
– مجزرة في حي الكاشف بدرعا المحطة جراء استهداف الحي بالقذائف الصاروخية “مجهولة المصدر” بتاريخ 18.5.2017 راح ضحية المجزرة 7 شهداء جميعهم من الأطفال.
– مجزرة في بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي جراء استهداف الطريق الوصل بين بلدتي كفر شمس – عقربا بالصواريخ الحرارية والألغام بتاريخ 1.6.2017 راح ضحية المجزرة 16 شهيد.
– مجزرة في مدينة طفس بريف درعا الغربي جراء استهداف المدينة بالغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي بتاريخ 5.6.2017 راح ضحية المجزرة 12 شهيد بينهم 3 أطفال وممرض.
– مجزرة في مدينة طفس بريف درعا الغربي جراء استهداف المدينة بالغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي بتاريخ 14.6.2017 راح ضحية المجزرة 8 شهداء بينهم طفلة وسيدة.
– مجزرة في مدينة الحارة بريف درعا الشمالي جراء استهداف المدينة بالمدفعية الثقيلة بتاريخ 27.6.2017 راح ضحية المجزرة 6 شهداء بينهم 4 أطفال وسيدة.
الخاتمة :
مؤسسة أحرار حوران الإعلامية تناشد وتطالب كافة المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان وتوثيق الجرائم بحق المدنيين حسب قوانين جنيف التي تنص على حماية المدنيين أثناء الحروب التدخل العاجل لوقف نزيف الدم المتدفق ليل نهار وعلى مدى أكثر من ست سنوات مضت ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم بحق الإنسانية.
أخيراً : مكتب توثيق الشهداء في مؤسسة أحرار حوران الإعلامية يتوجه بالشكر إلى المؤسسات الإعلامية الثورية والمراسلين الميدانيين والنشطاء الإعلاميين المتعاونين مع المكتب في مجال التوثيق.