“خارطة الحل الروسيّة”.. العودة لنقطة الصفر!
الخارطة الروسية للحل في درعا.. النسخة المشوّهة لاتفاق تموز 2018
تجمع أحرار حوران – مالك الخبي
من جديد يؤكد الروسي أنه طرف ولم يكن يوماً ضامناً لأي اتفاق عُقد أو قد يعقد مع المناطق السورية الثائرة على نظام الأسد.
ومن جديد يحمل الروسي لأهالي درعا كل قديم، فلا حلول قبل تسليم السلاح وتهجير الرافضين ،ولا حلول من غير السماح لقوات النظام بالتمركز في كل شبر من درعا.
طرح روسيا أخيراً خارطة حلهم والتي تعطي النظام الحق في الاعتقال والتهجير والتنكيل بأهالي المحافظة، كما فعل سابقاً وسيفعل لاحقاً.
الخارطة الروسية هي نسخة مشوّهة من اتفاق 2018، مبادرة كهذه تولد ميتة في العادة، لكن الظروف التي يعاني منها أهالي درعا تجعلهم مرغمين على القبول بالحد الأدنى منها درءًا لما هو أعظم.
بالمقارنة بين اتفاقي 2018 وخارطة 2021 هناك تشابه كبير، كيف لا والأب واحد للاتفاقين فالروسي فرض اتفاق تموز 2018 وأوهم الأهالي والثائرين على نظام الأسد بقرب الإفراج عن أبناءهم من معتقلات النظام، وعودة الجيش إلى ثكناته العسكرية، ووقف كامل للعمليات العسكرية في المنطقة.
وكانت نتائج الاتفاق اعتقال نحو 2400 من أبناء المحافظة، وعمليات اغتيال فاقت 750 عملية كثير منها استهدفت كل من يرفض الوجود الإيراني في المنطقة سراً أو جهراً، ناهيك عن تسهيل خروج الآلاف من الشبان إلى الشمال المحرر وتركيا ولاحقاً إلى لبنان وليبيا، كل هذه الأحداث ما هي إلا أعراض جانبية لاتفاق فاسد، أُجبر أهالي المنطقة على القبول به تحت ضغوط إقليمية ودولية.
مجدداً تسعى روسيا وبرضى إقليمي ودولي فيما يبدو لطي صفحة درعا بشكل نهائي، تشترط روسيا تسليم الأسلحة والذخائر وتهجير رافضي التسوية إلى الشمال، لتبقى الساحة فارغة من الجميع إلا النظام وإيران، الذين لا شك أنهم سيسطرون على ما تبقى من مناطق، بعد القبول بإملاءات الطرف الروسي، فلا سلاح ولا مقاتلين يعصمون المنطقة بعدها من شرورهم.
في المقابل لم تتضمن خارطة الحل الروسية أي مطالبات للنظام السوري بسحب ميليشيات الغيث التابعة للفرقة الرابعة، ومن معها من ميليشيات حزب الله اللبناني، وقوات أسود العراق، ولواء أبو الفضل العباس، ولواء الرسول الأعظم، المتواجدين في محيط مدينة درعا التي لا تبعد عن الحدود الجنوبية لسورية أكثر من 10 كم.
إذ يحاول الروسي والنظام من خلال خارطة الحل شق الصف في درعا بين لجنة المفاوضات وأبناء درعا، من خلال الإيحاء للأهالي أن اللجنة وافقت على الخطة وأن الكرة أصبحت في ملعب أبناء درعا وشبانها الرافضين للتسوية الجديدة التي فيما لو تمت ستكون المسمار الأخير في نعش المحافظة ونقلها إلى السيطرة الإيرانية بشكل كامل، وتبقى بذلك الكلمة الفصل لأبناء درعا الذين باتوا يحملون وعياً كبيراً بعد تجربة تسوية 2018، التي لم يلتزم بها الروسي والنظام بنسبة كبيرة جداً مما تم الاتفاق عليه.