بجهود أهليّة.. إعادة ترميم مشفى الحراك شرق درعا (صور)
تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
أعاد أهالي مدينة الحراك والقرى المحيطة بها، ترميم أجزاء من مشفى “الحراك” بريف درعا الشرقي، والتي خرجت عن الخدمة عقب قصفها من قبل النظام وحليفه الروسي، وذلك خلال الحملة العسكرية التي سيطر بواسطتها على محافظة درعا في تموز 2018.
وأفاد مصدر محلي لتجمع أحرار حوران أنّ الأهالي والمتبرعين جمعوا مبالغ مالية من أجل إعادة تفعيل المشفى، وذلك نظراً للحاجة الماسة لوجود مشفى قريب مجمعهم القروي، نظراً لمعاناتهم في إيصال المرضى إلى المشافي المتاحة، وارتفاع تكاليف أجور السيارات التي تطلب بين 100 و150 ألف ليرة سورية مقابل إيصال المرضى إلى مشفى بصرى الشام أو المشفى الوطني في مدينة درعا، وذات التكلفة من أجل إعادته.
وبحسب المصدر فإنّ أعمال الترميم بدأت في الخامس من حزيران الفائت، وستنتهي بشكل كامل في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بعد أن أجريت عمليات صب الاسمنت، والتدعيم المسلح، والاكساء الكامل لثلاثة أقسام، وتشمل قسم الإسعاف والطوارئ، وقسم النسائية والتوليد، وقسم العمليات الجراحية، إضافة إلى ترميم المستودعات.
وبلغت تكلفة الترميم حتى الآن 150 مليون ليرة سورية، تم جمعها بمساهمة 15 بلدة وقرية، فضلاً عن قيمة بعض الأعمال التي ساهم العمال بها ورفضوا استلام أجورها، وسيتم العمل خلال المرحلة القادمة على ترميم قسم الاستشفاء، حيث لا تشمل التكلفة الأجهزة والمواد الطبية، وذلك بحسب ذات المصدر.
اقرأ أيضاً.. درعا: واقع إعادة الإعمار حِملٌ ثقيل على عاتق الأهالي!
اقرأ أيضاً.. جهود شعبية لا تنقذ تدهور القطاع الصحي بدرعا
ويأمل الأهالي في المنطقة هناك، من المتبرعين والمنظمات الدولية ذات الصلة تجهيز المشفى بالأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، كأجهزة غسيل الكلى، وأجهزة الرنين المغناطيسي، والطبقي المحوري، لتخفيف معاناة الأهالي ومساعدتهم على تلقي الطبابة، عوضاً عن ذهابهم لمحافظات أخرى من أجلها.
ومنذ سيطرة النظام على محافظة درعا، اعتمد الأهالي على جمع التبرعات في ترميم المباني الحيوية، والبنى التحتية، حيث استطاعوا في مختلف القرى والبلدات من ترميم عشرات المدارس والمساجد وآبار المياه وأجزاء من المشافي والمراكز الصحية، بمبادرات شعبية محلية تحت أنظار مؤسسات النظام التي تقف عاجزة عن تقديم أي مساعدة لتأهل المباني الخدمية، على الرغم من “الوعود الإصلاحية” التي أطلقها النظام السوري خلال تسوية تموز 2018.
وبكلفة تجاوزت المليار ليرة سورية، أعادت المبادرات الشعبية في بلدة الغارية الشرقية في ديسمبر الفائت، ترميم مشفى الإحسان في البلدة، والذي تعرض للقصف من قبل الطائرات الروسية في 27 حزيران 2018 حيث كان يقدم خدماته لأكثر من 300 مراجع يومياً، وشملت خدماته في العيادات العصبية، والعظمية والسنية والقلبية والنسائية، وحويت أيضاً على قسم لمركز سيما الصحي والذي كان يستهدف مصابي الحرب الذين بُترت أطرافهم، من خلال تركيب أطراف صناعية لهم.
اقرأ المزيد.. بتكلفة تتخطى المليار ليرة سورية.. إعادة إعمار مشفى في بلدة الغارية الشرقية
وتوزعت على خارطة محافظة درعا 51 مستشفى ونقطة إسعاف ميدانيّة قبيل عقد اتفاقية تسوية تموز 2018 قدّمت خلالها الخدمات الطبية والرعاية الصحية للأهالي وجرحى الحرب في المحافظة، وغطّت كافة النواحي والمناطق والبلدات في أرياف المحافظة، مدعومة من عدة منظمات إنسانية مهتمة بتنمية القطاع الصحي، وبسبب القصف الذي طال المشافي بمحافظة درعا بشكل مباشر وسرقة تجهيزاتها من قبل قوات النظام، تقلّص عددها عقب سيطرة النظام إلى 9 مشافي ما نسبته 18% معظمها تقدّم خدمات طبية لا ترقى لمستوى الخدمات التي كانت تقدمها المراكز الصحية والنقاط الطبية من قبل، وتفتقر بشكل كبير للأجهزة الطبية الضرورية للرعاية الصحية، إضافة إلى قلة الأدوية والمستلزمات الطبية.